الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات، وأحمده على توفيقه، وأثنى عليه الخير كله لا أحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه.
وأسأل الله أن يهب لنا من لدنه رحمة، ويهيئ لنا من أمرنا رشدًا ويحسن عاقبتنا في الأمور كلها. وبعد ..
فمن أبرز النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال دراستي وتحقيقي لهذا الكتاب ما يلي:
١. أن المنهج الذي اتبعه المصنف ﵀ هو ذكر الأحاديث والآثار بإسناده غالبًا.
٢. لم يلتزم المصنف في ما يذكره من الأحاديث والآثار بذكر الصحيحة منها فقط، بل كان يُورد جملة من الأحاديث والآثار المذكورة في المسألة، كثيرًا ما يذكر الحكم عليها، كما أنه يقوم في بعض الأحاديث بتخريجها من مصادر الحديث، والكتب المشهورة فيه، ومن الأجزاء والأمالي والمشيخات ونحوها، كما يجمع أحيانًا طرق الحديث، وقد يُبيّن حال الرجال ويذكر الشواهد والمتابعات في بعض الأحاديث، وهذا يدل على غزارة علمه واطلاعه الواسع ﵀.
٣. أراد المصنف بتأليف هذا الكتاب جمع أبرز مسائل الاعتقاد.
٤. دقة المصنف في تقسيمه للمسألة، وتناولها من جميع جوانبها، حيث ظهر ذلك جليًا في مسألتي (القدر، والرؤية)، مع رده - في بعضها - على المخالفين إما من قوله، أو بنقله لأقوال العلماء.
٥. أهمية العلم في حفظ عقائد الأمة والرد على المخالفين، ولذلك فإني أوصي طلبة العلم بالاهتمام والعناية بكتب علماء السلف المخطوطة بالتحقيق والدراسة.
٦. العصر الذي عاشه ابن المحب مليئ بالفتن والمحن والحروب، ومع ذلك كان من أكثر القرون التي أخرجت لنا الكتب الإسلامية النافعة، والتي لا زلنا ننهل من معينها، ونرتوي من ينابيعها، فأوصي طالب العلم بالإخلاص في الطلب، وتحمل المشاق والتعب، لاسيما مع