للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول: الحالة السِّياسية.

في هذه الصفحات سنتحدث بصورة مختصرة عن الحياة السياسية التي عاش فيها الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت .

عاش ابن المحب في القرن الثامن الهجري، في الفترة ما بين سنتي (٧٨٩ - ٧١٢ هـ)، في مدينة الصالحية بدمشق، إذ كان الحكم السائد في هذه الفترة لدولة المماليك (١).

وحينما ولد كان سلطات البلاد في ذلك الوقت هو: الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون (٢)، ومات في عهد السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن آنص الجركسي.

وكانت لدولة المماليك مرحلتان:

[المرحلة الأولى: دولة المماليك البحرية [٦٤٨ - ٧٨٤ هـ].]

(أكثر الأيوبيون من شراء المماليك الأتراك، وبنوا لهم الثكنات بجزيرة الروضة، وأطلقوا


(١) يطلق اسم المماليك على أولئك الرقيق الذين درج بعض الحكام المسلمين على استحضارهم من أقطار مختلفة وتربيتهم تربية خاصة، تجعل منهم محاربين أشداء، استطاعوا فيما بعد أن يسيطروا على الحكم في مصر وأحيانا الشام والحجاز وغيرها قرابة الثلاثة قرون من الزمان ما بين ٦٤٨ - ٩٢٢ هـ. انظر: (المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام ص: ١٠٧)
(٢) الملك النّاصر: محمد بن الملك المنصور قلاوون بن عبد الله الصّالحي، ولي السلطنة عقب قتل أخيه الأشرف وعمره تسع سنين، فولي السلطنة سنة إلّا ثلاثة أيام، ثم خلع بكتبغا، وكان كتبغا قد جهّز النِّاصر إلى الكرك بعد أن حلف له أنه إذا ترعرع وترجّل يفرغ له عن المملكة بشرط أن يعطيه مملكة الشام استقلالا، ثم أحضر الناصر من الكرك إلى مصر سنة ثمان وتسعين وسلطنوه ثانيا، توفي في تاسع عشر ذي الحجة سنة ٧٤١ هـ وحمل ليلا إلى المنصورية، فغسل بها، وصلّى عليه عزّ الدّين بن جماعة القاضي إماما بحضرة أناس قلائل من الأمراء، وحصل للمسلمين بموته ألم شديد، لأنهم لم يلقوا مثله. وعهد قبيل موته لولده الملك المنصور، فجلس على كرسي الملك قبل موت والده بثلاثة أيام، والله أعلم. انظر: (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ٨/ ٢٣٣ - ٢٣٥)، (الوافي بالوفيات ٤/ ٢٥١) (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ٥/ ٤٠٥ - ٤٠٩)