للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثُر سماعهم، واتسعت معرفتهم بذلك. . .وقلَّ جزءٌ من أجزاء الضيائية أو من كُتب الحديث إلا وعليه خطه. . . قلتُ: كتب بخطه الكثير، وكانت له معرفة تامة بالحديث، ومعرفةُ طرقه لا سيَّما الأجزاء؛ فإن له اعتناءً زائدة بها. . .وسمعنا قديما وشاهدنا من صورة الحال: قلَّ كتاب من كُتبِ الدنيا لا سند فيه لابن المحب" (١).

وقال الحافظ ابن حجر: "محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الحافظ شمس الدين أبو بكر بن المحب الصامت. . .كان مكثرًا شيوخا وسماعًا، وطلب بنفسه فقرأ الكثير فأجاد وخرج وأفاد، وكان عالمًا متفننًا متقشفًا منقطع القرين وحدث دهرًا. . .وكان قد شُهر بالصامت لكثرة سكوته، وكان يكره أن يلقب بذلك، وتفقه إلى أن فاق الأقران، وأفتي ودرس، وكان كثير المروءة حسن الهيئة، من رؤساء أهل دمشق" (٢).

وقال الإمام السيوطي: "الحافظ شمس الدين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي الحنبلي، ويعرف بالصامت لطول سكوته. . .كان مكثرًا شيوخًا وسماعًا، وقرأ الكثير وأجاد وخرج وأفاد، وكان عالمًا متقنًا فقيهًا، أفتى ودَرَّس" (٣).

[شيوخه]

تتلمذ الإمام ابن المحب الصامت على كثير من الأئمة، فمنهم من أخذ منه وسمع منه، ومنهم من أجازه، ومن هؤلاء الأئمة:

١ - والده الشيخ العالم الحافظ القدوة محب الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن المحب عبد اللَّه المقدسي، المتوفى سنة ٧٣٧ هـ.

قال الذهبي: "الإمام العالم المحدث المفيد البكري، شيخ السنة محب الدين أبو محمد السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثمانين وست مائة، وعني بهذا الشأن، وكتب العالي والنازل، وكان فصيح القراءة جَهْوَريَّ الصوت منطلق اللسان بالآثار، سريع القراءة، طيب الصوت بالقرآن، صالحًا خائفا من اللَّه صادقًا، انتفع الناس بتذكيره وبمواعيده، وتوفي في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبع مائة وكانت جنازته مشهودة" (٤).


(١) انظر: الجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي (ص ١٢٠ - ١٢٢).
(٢) انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (٣/ ٤٦٥).
(٣) انظر: ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي (ص ٥٣٩).
(٤) انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص ١١٨).