والمماليك: هم أقوام من الترك وغيرهم كانوا يؤسرون في الحروب، إذ يشكلون أكبر نسبة للرقيق، وكانوا يجلبون من بلاد ما وراء النهر، وكان التجار يقومون بعرضهم على السلطان، فيشتريه ويبدأ بتعليمه القرآن الكريم، وآداب الشريعة الإسلامية، والفقه، وإذا صار إلى سن البلوغ أخذ في تعليمه فنون الحرب، ولا يجسر جندي ولا أمير أن يحدثهم ويدنو منهم، فينقل بذلك إلى الخدمة، ثم ينتقل بعد ذلك في أطوارها رتبة بعد رتبة، إلى أن يصير من الأمراء، فلا يبلغ هذا إلا وقد تهذبت أخلاقه، وامتزج تعظيم الإسلام وأهله بقلبه، وقد كان لهم أكابر يؤاخذونهم أشد المؤاخذة، فإن عُثر أحد مؤدبيه على أنه اقترف ذنبًا أو ترك أدبًا من آداب الدين والدنيا، قابله ذلك بعقوبة شديدة بقدر ذنبه، وقد صنع منهم ذلك قادة يجاهدون في سبيل الله، وأهل سياسة يردعون من جار أو تعدى. انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر (٧/ ٢١، ٢٢)، والمماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام لشفيق جاسر (ص: ١١٢ وما بعدها). (٢) يوسف السلطان الملك الناصر صلاح الدين، أبو المظفر ابن الأمير: نجم الدين أيوب بن شاذى الدويني الأصل، التكريتي المولد. (٥٣٢ - ٥٨٩ هـ) كان كامل العقل والقوى، شديد الهيبة، افتتح بسيفه وبأقاربه من اليمن إلى الموصل، إلى أوائل الغرب، إلى أسوان. وفي سنة ثلاث وثمانين فتح صلاح الدين طبرية، ونازل عسقلان، وكانت وقعة حطين، ثم سار فأخذ عكا، وبيروت، وقلعة كوكب، والسواحل. وسار فأخذ القدس بالأمان بعد قتال ليس بالشديد. وكان حسن الوفاء بالعهود، كثير الصفح. انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١٢/ ٨٩٠) وما بعدها (رقم: ٣٧٦). (٣) الدولة الفاطمية أو العبيدة هي دولة شيعية إسماعيلية نشأت بالشام، وقامت بالمغرب، ونمت في مصر، وماتت فيها. ومؤسسها: عبيد الله المهدي. انظر: خطط الشام لكُرْد عَلي (١/ ٢٠٠) بتصرف. (٤) أشهر ألقاب الإسماعيلية، وإنما لزمهم هذا اللقب؛ لحكمهم بأن لكل ظاهر باطن، ولكل تنزيل تأويل. انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٩٢).