للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدة إسلامية كبرى من الفرات إلى النيل، وتحقق له ذلك بعد الاستيلاء على حلب حيث كان استيلاءه عليها ضربة كبرى على الصليبين، وبعقد صلح بينه وبين عز الدين مسعود صاحب الموصل سنة (٥٨٢ هـ) الذي رضي أن يكون تابعًا لصلاح الدين (١).

وفي سنة (٥٨٣ هـ) كانت وقعة حطين التي كانت أمارة ومقدمة وبشارة لفتح بيت المقدس على أيدي المؤمنين، واستنقاذه من أيدي الكافرين، وتم له هذا الفتح العظيم (٢).

وفي سنة (٦٤٧ هـ) كانت وفاة الملك الصالح أيوب، وقتل ابنه المعظم تورانشاه (٣) سنة (٤٨٦ هـ) وبذلك انتهت الدولة الأيوبية، وقامت دولة المماليك (٤).

• كان الخليفة المأمون العباسي (٥) (١٩٨ - ٢١٨ هـ) أول من استكثر من المماليك، حيث ضم بلاطه عددًا من هؤلاء المماليك المعتوقين، ثم تلاه أخوه المعتصم (٢١٨ - ٢٢٧ هـ) الذي أراد أن يحد من نفوذ جنوده من الفرس والعرب فكون جيشا أغلبه من التركمان، كان يشتريهم صغارًا ويربيهم حتى وصل عددهم إلى عشرين ألفًا.

أما الأيوبيون، فإن استكثارهم من المماليك كان سببًا في قيام الدولة المملوكية؛ حيث إنهم قاموا منذ وقت مبكر دولتهم (٥٩٧ هـ)، بجلب أعداد كبيرة من المماليك الصغار عن طريق النخاسين الذين كانوا يحضرونهم من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق، وما وراء النهر، وآسيا الصغرى، وفارس، وتركستان، وحتى من البلاد الأوربية.

والذي شجع الأيوبيين في مصر والشام على الاستكثار من هؤلاء المماليك هو ضعف


(١) مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لسعيد عبد الفتاح عاشور (ص: ٣٩) وما بعدها.
(٢) للاستزادة انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٢/ ٣٢٠)، ومصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك (ص: ٥٣).
(٣) تورانشاه بن أيوب بن محمد بن العادل السلطان الملك المعظم غياث الدين، ولد السلطان الملك الصالح نجم الدين.
مات سنة (٦٤٨ هـ) كان قوي المشاركة في العلوم، حسن المباحثة، ذكيا. ووجدوه مختل العقل، سيئ التدبير. انظر: تاريخ الإسلام (١٤/ ٥٩٦) وما بعدها (رقم: ٥١١).
(٤) البداية والنهاية (١٣/ ١٧٧)، ومصر والشام في عصر الأيوبين والمماليك (ص: ١١٥).
(٥) المأمون عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي، أبو العباس. (١٧٠ - ٢١٨ هـ) قرأ العلم، والأدب، والأخبار، والعقليات، وعلوم الأوائل، وأمر بتعريب كتبهم، وبالغ ودعا إلى القول بخلق القرآن وبالغ، نسأل الله السلامة. أتته وفاة أبيه وهو بمرو سائرا لغزو ما وراء النهر، فبايع من قبله لأخيه الأمين، ثم جرت بينهما أمور، وخطوب، وبلاء، وحروب تشيب النواصي، إلى أن قتل الأمين، وبايع الناس المأمون، في أول سنة ثمان وتسعين ومائة. وكان المأمون عالما، فصيحا، مفوها. انظر: السير للذهبي (١٠/ ٢٧٢) وما بعدها (رقم: ٧٢).