للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و- دار الحديث التُّنْكُزِيَّة:

بناها نائب الشام الأمير سيف الدين تُنْكزْ الناصري المتوفى سنة ٧٤٨ هـ.

قال الصفدي: "الأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد نائب السلطنة بالشام جلب إلى مصر وهو حدث فنشأ بها وكان أبيض إلى السمرة رشيق القد مليح الشعر خفيف اللحية قليل الشيب حسنُ الشكل طريفُهُ" (١).

وقال النُّعيمي: "كانت هذه الدار حمامًا فهدمه نائب السلطنة تنكز الملكي الناصري وجعله دار قرآن وحديث وجاءت في غاية الحسن ورتب فيها الطلبة والمشايخ" (٢). وقد كَمُل بناؤها في سنة ٧٣٩ هـ.

وقال ابن كثير: "وباشر مشيخة الحديث بها الشيخ الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام محمد بن أحمد الذهبي، وقُرِّر فيها ثلاثون محدثًا لكل منهم جراية وجامكية، كل شهر سبعة دراهم ونصف رطل خبز، وقُرِّر للشيخ ثلاثون ورطل خبز، وقُرِّر فيها ثلاثون نفرة يقرءون القرآن، لكل عشرة شيخ، ولكل واحد من القراء نظير ما للمحدثين، ورتب لها إمام وقارئُ حديث ونوابٌ، ولقارئ الحديث عشرون درهمًا وثمان أواق خبز، وجاءت في غاية الحسن في شكالتها وبنائها" (٣).

قال ابن حجر: "ولَّي تُنْكُزُ المزيَّ والذهبيَّ بغير سؤال منهما ولا ببذل؛ لأنه أعلم بحالها واستحقاقهما، ثم ولَّى الذهبي دار الحديث التنكزية التي أنشأها" (٤).

[ز - دار الحديث الظاهرية]

سُمِّيتْ بالظاهرية نسبة إلى الملك السلطان ركن الدين أبو الفتوح الظاهر بيبرس البندقداري التركي، ملك مصر والشام المتوفي سنة ٦٧٦ هـ، أشهر سلاطين المماليك البحرية، وأول من وطَّد ملكهم في بلاد الشام بعد زوال الدولة الأيوبية.

وقد اشترى الملك الظاهر دارًا وحمَّمًا لرجل يقال له العقيقي سنة ٦٧٠ هـ وجعلها دارًا للحديث.


(١) انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (١٠/ ٢٠٦).
(٢) انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنُّعيمي (١/ ٩١). الطبعة الأولى ١٤١٠ هـ باختصار وتصرف.
(٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٨/ ٤١٠).
(٤) انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (٢/ ٧٤).