(٢) أصحاب موسى سألوه موسى رؤية الله في الدنيا إلحافًا، فقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ [البقرة:٥٥] ولم يقولوا حتى نرى الله في الآخرة، ولكن الدنيا. وقد سبق من الله القول بأنه: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ [الأنعام:١٠٣] أبصار أهل الدنيا، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم وسؤالهم ما حظره على أهل الدنيا. ولو قد سألوه رؤيته في الآخرة، كما سأل أصحاب محمد محمدًا ﷺ، لم تصبهم تلك الصاعقة، ولم يقل لهم إلا ما قال محمد ﷺ لأصحابه إذ سألوه هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: نعم لا تضارون في رؤيته، فلم يعبهم الله تعالى ولا رسوله بسؤالهم عن ذلك، بل حسنه لهم، وبشرهم بشرى جميلة في كتابه، فقال عز من قائل: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة:٢٢، ٢٣]، وقال للكفار: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥]. انظر: بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٤٠٨ - ٤٠٩). (٣) حِطَّان بن خُفاف، أبو الجويرية، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة. خ دس. التقريب (رقم: ١٣٩٨).