للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب الثاني: مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة المحبة اللَّه تعالى.

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من أئمة الدين على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنها ليست هي إرادته ولا مشيئته، ولا ثوابه تعالى.

والأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة تدل على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى، إثباتًا يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

الأدلة من الكتاب: قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٩٥)[البقرة: ١٩٥].

وقوله: ﴿فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧)[التوبة: ٧].

وقوله: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩)[الحجرات: ٩].

[الأدلة من السنة]

١ - عن سهل بن سعد قال: قال النبي يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله" (١).

٢ - وعن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول اللَّه يقول: "قال اللَّه : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتزاورين فيَّ والمتباذلين فيَّ" (٢). فقوله: "وجبت محبتي" دلالة بالتصريح على إثبات صفة المحبة للَّه جل وعلا.

٣ - وعن أبي هريرة عن النبي قال: "إذا أحب اللَّه العبد نادى جبريل: إن اللَّه يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن اللَّه يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" (٣).

دليل الإجماع: أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات صفة المحبة للَّه تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

قال ابن تيمية: "أجمع سلف الأمة وأئمتها على إثبات محبة اللَّه تعالى لعباده المؤمنين ومحبتهم له، وهذا أصل دين اخليل إمام الحنفاء " (٤).


(١) أخرجه البخاري عن سهل بن سعد (رقم ٣٠٠٩) وأخرجه مسلم عن أبي هريرة (رقم ٢٤٠٥) وراوه غيرهم.
(٢) أخرجه مالك (رقم ٧٦٣) والإمام أحمد (رقم ٢٢٠٣٠ و ٢٢١٣١) وعبد بن حميد في مسنده (رقم ١٢٥) وابن حبان (رقم ٥٧٥).
(٣) أخرجه البخاري (رقم ٣٢٠٩) ومسلم (رقم ٢٦٣٧) وغيرهم.
(٤) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢/ ٣٥٤).