للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام -، وخروج يأجوج ومأجوج، والخسوفات الثلاثة: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض وتكليمها للناس، والنار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر (١). وأهل السنة والجماعة؛ يؤمنون بها كما جاءت عن النبي .

* مما ينبغي التنبه له: أن كون الشيء من أشراط الساعة لا يستلزم الحكم عليه بحكم تكليفي؛ فإن أشراط الساعة تشتمل على: المحرم، والواجب، والمباح، والخير، والشر، فالحكم التكليفي يؤخذ من دليل آخر؛ لأن النصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة قد تخبر بأمور واقعة لا محالة كونًا وقدرًا، لكنها محظورة شرعًا (٢).

[المطلب الثالث: بعض أشراط الساعة الصغرى]

ذكر المصنف جملة من العلامات الدالة على قرب قيام الساعة، وسأذكر بعضًا منها، مع الاستشهاد بما أورده من الأدلة الدالة عليها.

[أولا: كل عام شر من الذي بعده]

بدأ المصنف في هذه المسألة بهذا الباب، واستشهد بحديث أنس بن مالك : "لَا يَأْتِي عَلَيْكم عَامٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ" (٣). وغيره.

فما زال الشر يزيد في الأمة حتى كثرت البدع، وفشا الشرك، وعمرت المساجد على القبور، وشيدت عليها القباب، وعبدت من دون الله، وعادت الجاهلية الأولى، بل صار كثير ممن ينتسب إلى العلم يدعون إلى البدع والشرك، ويبدع من ينكر ذلك ويكفر، ولكن لا تزال بحمد الله طائفة على الحق منصورة، تقوم بها الحجة على خلقه إلى قيام الساعة (٤).

وعن ابن مسعود قال: "لَيْسَ عَامٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شرٌّ مِنْه، لَا أَقُول عَامٌ أُمْطِرُ مِنْ عَامٍ، وَلَا عَامٌ أَخْصَبَ مِنْ عَامٍ، وَلَا أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ، وَلَكِنْ ذَهَابُ خِيَارِكُمْ وَعُلَمَائِكُمْ، تُمَّ يُحَدِّثُ


(١) انظر: أشراط الساعة لعبد الله الغفيلي (ص: ٧٥)، والإيمان لعبد الله الأثري (ص: ١٥٢، ١٥٣)، والوجيز له (١/ ٨٦)، وتذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي لعبد الررزاق البدر (ص: ٣٢١).
(٢) انظر: فقه أشراط الساعة لمحمد المقدم (ص: ٢٥٧).
(٣) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٥٠٢).
(٤) تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبد الوهاب (ص: ٦٢١).