للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفصل الأول: عصر المصنف]

إن العصر الذي يعيشه المرء، والبيئة التي تحيط به، لها الأثر الكبير في حياته، وتكوين شخصيته، بل وربما دينه الذي يدين الله به، قال رسول الله : "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، … " الحديث (١). وكذلك هو حال العالِم الذي يحمل هم أمته، ويسعى لرفعتها واستقرارها، وصلاح فسادها.

ومن علماء هذه الأمة ابن المحب الصامت - رحمه الله تعالى - الذي عاش في القرن الثامن الهجري، في الفترة ما بين سنتي (٧١٢ - ٧٨٩ هـ)، في مدينة الصالحية بدمشق؛ إذ كان الحكم السائد في هذه الفترة لدولة المماليك.

وحتى تتضح شخصيته، ويتبين لنا مدى تأثير العوامل المحيطة به عليه، كان لزامًا عليّ أن أقوم بدراسة هذه الحقبة الزمنية التي عاشها .

وسأتناول في المباحث الآتية باختصار (٢): الحالة السياسية، والحالة الاجتماعية، والحالة العلمية؛ لما لهذه الجوانب من الأثر المباشر في حياته، وليتضح لدى القارئ العصر الذي عاشه المصنف، وتأثيره عليه.


(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (١٣٨٥).
(٢) وقد سبقني بذلك أ/ صقر الغامدي - محقق الجزء الأول من الكتاب - فأطال وأجاد، فسأتحدث بصورة مختصرة نظرًا لما تقتضيه متطلبات البحث.