للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة (٧٧٧ هـ) كان الغلاء بحلب، حتى أكلوا الميتة والقطط والكلاب، وباع كثير من المقلين أولادهم، وافتقر خلق كثير. ثم أعقب ذلك الوباء حتى فني خلق كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في القبر الواحد (١).

وفي سنة (٧٨٤ هـ) وقع الطاعون بدمشق وتزايد ثم تناقص. وفيها وقع الغلاء الشديد بمصر، ثم فرَّج الله تعالى (٢).

وفي سنة (٧٨٧ هـ) كان الطاعون العظيم بحلب. بلغت عدة الموتى فيه كل يوم ألف نفس (٣).

وكذلك فشت في أهل ذلك العصر العديد من الأمراض الاجتماعية، والمتمثلة باشتداد الانحلال الخلقي، الذي عم الكثير من طبقات ذلك المجتمع، وخاصة طبقة السلاطين، وأهل الدولة، فانتشر فيهم: الزنا، وشرب الخمور، والمخدرات التي كانت تفتك بمجتمع ذلك العصر.

ثالثًا: الحالة العلمية.

مارس المماليك نشاطًا دينيًا وعلميًا خصبًا، صحب انتقال الخلافة العباسية من بغداد إلى القاهرة، ظهر أثره في مصر وبلاد الشام، من خلال إحياء شعائر الدين، وإقامة المنشآت الدينية، واشتداد ظاهرة التصوف والزهد، والرغبة الجامحة في الإقبال على التعليم والتأليف والكتابة.

ويعتبر العصر المملوكي من أغزر العصور الإسلامية في حقل الكتابة، ومن أغناها في حقل التأليف ولا زالت آثاره المادية ظاهرة إلى اليوم (٤).

وقد ظهر في خلال تلك الفترة الاهتمام بالعلم وأهله، ومن مظاهر اهتمامهم بها بناء المساجد والجوامع، والمدارس وسأتطرق لشيء من ذلك بإيجاز:


(١) انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (٨/ ٤٣١).
(٢) انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (٨/ ٤٨٧).
(٣) انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (٨/ ٥٠٧).
(٤) انظر: تاريخ المماليك لطقوش (ص ٩).