للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢ - باب ما ورد في أنَّ اللَّهَ يعجب

قال الله تعالى: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)[سورة الصافات: ١٢] في قراءة حمزة (١) والكسائي (٢)، وكذا كان ابن مسعود يقرؤها، رواها الأعمش، عن أبي وائل (٣) عنه (٤).

٢٨٩ - قال أبو عبيد القاسم بن سلّام (٥): سمعت الكسائي يخبر عن زائدة (٦)، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة قال: قرأت عند شريح (٧) ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)﴾ [قال شريح: (٨)] " إِنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ مِنْ الشَيْءِ إِنَّمَا يَعْجَبُ مَنْ لَا يَعْلَمُ"، قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم (٩) فقال: إنَّ شريحًا كان يعجبُ بعلمه، وكان عبد الله أعلم منه، وكان .... يقرأ ﴿بَلْ عَجِبْتَ﴾ بضم التاء.

تابعه جرير، عن الأعمش (١٠).


(١) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، أبو عمارة الكوفي، أحد القراء السبعة، كان إمامًا حجة قيمًا بكتاب الله، حافظًا للحديث، بصيرًا بالفرائض والعربية، قرأ القرآن على حمران بن أعين، وجعفر الصادق، وقرأ عليه: الكسائي وسليم بن عيسى، مات سنة (١٥٦ هـ). أنظر: معرفة القراء الكبار (ص ٦٦ رقم الترجمة ٥).
(٢) علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي، أبو الحسن الأسدي، الكوفي، المقرئ النحوي، أحد الأعلام، سمع من جعفر الصادق والأعمش، وقرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات، وقرأ على أبي بكر بن عياش، وقرأ عليه: أبو عمر الدوري، وله كتاب (معاني القرآن) وَ (القراءات)، مات سنة (١٨٩ هـ). انظر: معرفة القراء الكبار (ص ٧٢ رقم الترجمة ٧).
(٣) شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل، ثقة مخضرم [سبقت ترجمته بحديث رقم (٢٢)].
(٤) انظر حول هذه القراءة: علل القراءات (٢/ ٥٧٤)، وتفسير الطبري ت شاكر (٢١/ ٢٢ - ٢٣)، الحجة للقراء السبعة (٦/ ٥٣)، والوفى في شرح الشاطبية (ص ٣٥١).
(٥) القاسم بن سلّام البغدادي، أبو عبيد، الإمام المشهور، ثقة فاضل مصنف. خت د ت. التقريب (رقم الترجمة ٥٤٦٢).
(٦) زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي، ثقة ثبت، صاحب سنة ع. التقريب (رقم الترجمة ١٩٨٢).
(٧) شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي، أبو أمية، مخضرم ثقة، وقيل له صحبة. بخ س. التقريب (رقم الترجمة ٢٧٧٤).
(٨) مطموسة من المخطوط أصابها بلل.
(٩) إبراهيم بن سويد النخعي، ثقة، لم يثبت أن النسائي ضعفه. م ٤. التقريب (رقم الترجمة ١٨٤).
(١٠) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٨١٥٠)، من طريق الأعمش، ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٥١١)، عن الثوري، عن الأعمش.
وأورده الفراء في "معاني القرآن" (٢/ ٣٨٤)، عن مندل العنزي، عن الأعمش.
ورواه الحاكم في "المستدرك" (٣٦٠٨)، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٩٩١) من طريق جرير، عن الأعمش بلفظ: "فقال: إِنَّ شُرَيْحاً كَانَ يُعْجِبُهُ رَأيُهُ، إِنَّ عَنْدَ اللَّهِ كَانَ أَعلَمَ مِن شُرَيحٍ".
الحكم على الحديث: قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين لم يخرجاه، ووافقه الذهبي.