للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربيع الأول سنة سبع وثلاثين (١).

وكان للبيت العلمي الذي نشأ فيه عظيم الأثر حيث بادر به أبوه فأحضره على العلماء، ثم سمع الكثير بإفادة والده ثم قرأ بنفسه فسمع ما لا يُحَدُّ ولا يوصف من الكتب والأجزاء، وخرّج وأفاد، وسمع منه الطلبة والحفاظ، وسمع كثير من كتب القراءات، وكان صالحًا قانتًا قانعًا باليسير (٢).

وقال عنه تلميذه يوسف بن عبد الهادي: " أسمعه والده صَغيرًا وأخبرت أن " ثبته " الذى كتبه والده بأسماءِ الكُتب التي أسمعه إيّاها في مجلدين. قلتُ: بل هي أكثر من ذلك فإن خَطّ والده على الأجزاء والكتب لا يمكن استقصاؤه، وقلّ جزءٌ إلا وعليه خطه، وقلّ ما عليه خطه ولم يسمعه إيّاه، بلى أكثرُها سمعه. وبعد ذلك نشأ وطلب بنفسه وقرأ الكثير وحصَّل، وكانت معهم خزانة الضِّيائية فمن ثم كَثُر سماعهم واتَّسعت معرفتهم بذلك " (٣).


(١) معجم الشيوخ الكبير للذهبي (١/ ٣٢٠).
(٢) غاية النهاية في طبقات القراء (٢/ ١٧٥).
(٣) الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد (١/ ١٢١)