للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِسْحَاقَ (١) -:

أُرِيدُ بِذَلِكَ إِذَا قُلْتُهُ … مُجَاوَرَةَ اللهِ فِي دَارِهِ (٢)

[٨٧٦] وَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقٍ، حُدِّثْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَهْطٌ مِنْ يَهُودَ إلَى رَسُولِ اللهِ فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ حَتَّى اُنْتُقِعَ لَوْنُهُ (٣)، ثُمَّ سَاوَرَهُمْ (٤) غَضَبًا لِرَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ. قَالَ: فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ فَسَكَّنَهُ، وَقَالَ: خَفِّضْ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ. وَجَاءَهُ مِنْ اللهِ جَوَاباً لِمَا سَأَلُوهُ عَنْهُ بِـ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ كَيْفَ ذِرَاعُهُ؟ كَيْفَ عَضُدُهُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهِ الأَوَّلِ وَسَاوَرَهُمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَجَاءَهُ مِنَ اللهِ بِجَوَابِ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧] (٥). / [٩٣/ب]


(١) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ، صَاحِبُ (السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ)، صدوق يدلِّس، ورُمِيَ بالتشيع والقَدَرِ. التقريب (٥٧٢٥).
(٢) عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ: هو السَّلَمِيُّ، استشهد يوم أحد، وهو وَالِدُ مُعَاذٍ وَمُعَوَّذٍ . سير أعلام النبلاء (١/ ٢٥٢).
وأخرجه أبو القاسم الزَّجَّاجِيِّ في أماليه (ص ٢٣٤ - ٢٣٥) وأبو نُعَيْمٍ في دلائل النبوة (٢٢٨) من طريق ابن إسحاق، بطوله.
(٣) اُنْتُقِعَ لَوْنُهُ: إِذَا تَغَيَّر مِنْ خَوْفٍ أَوْ ألَمٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. النهاية (٥/ ١٠٩) مادَّة: نقع.
(٤) سَاوَرَهُمْ: وَاثَبَهُمْ وَقَاتَلَهُمْ. النهاية (٢/ ٤٢٠) مادَّة: سور.
(٥) إسناده ضعيف.
وهو في السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٥٧١ - ٥٧٢) [ت: السقا]. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به.
وأخرجه الطبري في تفسيره (٢١/ ٣٢٨) (٢٤/ ٦٨٨) ثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، ثنا سَلَمَةُ، ثني ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، بنحوه.