للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن وَهْبٍ القرشي (١) قال: قال أحمد بن محمد بن حنبل: «هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر المتمسكين بعروتها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي إلى يومنا هذا، وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع وخارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق».

فذكر أشياء منها: «ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون الاستثناء شكًّا، إنما هو سنة ماضية».

وقال: «والماء فوق السماء السابعة، وعرش الله فوق الماء، والله على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حُجُبٌ».

وقال: «ويُخْرِجُ قوماً من النار بيده، ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤]، من الله (٢) سمع موسى يقيناً، وناوله التوراة من يده، ولم يَزَلِ اللهُ متكلماً عَالِمًا».

وقال قبل ذلك: «وقد خُلِقتِ الجنةُ وما فيها، وخُلِقتِ النار وما فيها، خلقهما الله، ثم خلق الخلق لهما، لا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبداً، فإن احتج مبتدع بقول الله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨] ونحو هذا من متشابه القرآن، قيل له: كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك، والجنة والنار خلقهما الله للبقاء لا للفناء ولا للهلاك، وهما من الآخرة لا من الدنيا، والحور العين لا يَمُتْنَ عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدًا؛ / [٩٥/أ] لأن الله خلقهن للبقاء لا للفناء، ولم يكتب عليهن الموت، فمن قال خلاف ذلك فهو مبتدع.

ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويحبهم لحديث رسول الله: "حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ،


(١) لم أجده.
(٢) (من الله) كذا، وفي طبقات الحنابلة (١/ ٢٩): "مِنْ فِيهِ". ويحتمل أن تُقْرَأَ في المخطوط كما في الطبقات، والله أعلم.