للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَكَانٌ (١).

[٨٩٤] وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِ "العِلَلِ": حَدَّثَنَا أَبِي (٢) قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَحِمَكَ اللهُ، حَدِّثْنَا فِي هَؤُلَاءِ الجَهْمِيِّينَ أَعْدَاءِ اللهِ. قَالَ: فَقَالَ سُفْيَانُ: عَمْرو، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ "لَا وَاللهِ حَيْثُ كَانَ" (٣).

مَعْنَاهُ: أَنَّهُ عَلَى العَرْشِ.


(١) إسناده صحيح. يُوْسُفُ القَطَّانُ: ثقة، مضى [٨٠٨].
وأورده ابن بطة في الإبانة (٧/ ١٥٨) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٦٧٤) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (١/ ٤٢١) وابن قُدامة في إثبات صفة العلو (٨٠) والذهبي في العرش (٢٢١) والعلو (٤٧٤) وابن القيم في تهذيب سنن أبي داود (٥/ ٢٢٢٧) واجتماع الجيوش (٢/ ٢٠٠) عن يوسف بن موسى، بنحوه. وعزاه في الأخير إلى السنة للخلال. وصححه الألباني. انظر: مختصر العلو (ص ١٨٩).
وكأنه وقع تصحيف في "اجتماع الجيوش"، فأدخل (عبد الله بن أحمد) بين يوسف وأحمد، [قَالَ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قِيلَ لِأَبِي: … ].
قَالَ أَبُو نَصْرٍ السِّجْزِيُّ فِي كِتَابِ "الإِبَانَةِ الكُبْرَى": وَأَئِمَّتُنَا كَسُفْيَانَ وَمَالِكٍ، وَالحَمَّادَيْنِ، وَابنِ عُيَيْنَةَ، وَالفُضَيْلِ، وَابنِ الْمُبَارَكِ، وَأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ مُتَّفِقُوْنَ عَلَى أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ العَرشِ، وَعِلمُه بِكُلِّ مَكَانٍ، وَأَنَّهُ يَنزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَأَنَّهُ يَغضَبُ وَيَرضَى، وَيَتَكلَّمُ بِمَا شَاءَ. سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦٥٦).
(٢) عمرو بن عبد الله بن صَفْوَانَ بن عمرو النَّصْرِيُّ، ترجم له ابن عساكر وقال: "روى عنه ابنه أَبُو زُرْعَةَ وأحمد بن أبي الحواري وهو من أقرانه وأبو عُبَيْدٍ محمد بن حسان البُسْرِيُّ". ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. تاريخ دمشق (٤٦/ ٢٤١).
(٣) أبو زُرْعَةَ: هو عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري، أحد الأئمة، وكتابه "العلل" في عداد المفقود. وله "تاريخ أبي زُرْعَةَ"، مطبوع. وَعَمْرٌو: هو ابْنُ دِينَارٍ الجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ، الأَثْرَمُ، ثقة ثبت، مضى [٧٨٠].
وأخرجه عبد الرزاق (١٥٩٣٩) وابن أبي شيبة (١٢٥٤٠) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، به بذكر قول ابن عمر فقط. زاد ابن أبي شيبة: ( .. فَإِنَّهُ بِكُلِّ مَكَان). إسناده صحيح. وقوله (بِكُلِّ مَكَان): أي بعلمه، وهي المعيَّة. فالله على عرشه عليم بخلقه.
وأورده عثمان الدارمي في نقضه على المريسي (ص ١٨٩ - ١٩٠) عن سفيان بن عيينة، به، ثم قال: (تَأْوِيلُ هَذَا: أَنَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ بِكُلِّ مَكَانٍ بِالعِلْمِ بِهِ، لَا عَلَى أَنَّ نَفْسَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ). باختصار.