للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي صَالِحٍ … ) فذكره.
وأوردَ الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٨٧): [قَالَ أَبُو مُوْسَى الْمَدِيْنِيُّ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيْلَ (وهو قوام السنة) يَوْماً: أَلَيْسَ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: اسْتوَى: قَعَدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ لَهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْهِ يَقُوْلُ: إِنَّمَا يُوْصَفُ بِالقُعُوْدِ مَنْ يَمَلُّ القِيَامَ. قَالَ: لَا أَدْرِي أَيش يَقُوْلُ إِسْحَاقُ].
وتفسير السُّدِّيِّ: يرويه أسباط بن نصر الهمداني عنه، وهو الطريق المعوَّل عليه، ويوجد شيء يسير منه من طريق الحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ وغيره عن السُّدِّيِّ. وأسباط: صدوق كثير الخطأ يغرب. التقريب (٣٢١). وانظر: التقرير في أسانيد التفسير للطريفي (ص ٦٥).
وأخرج الطبري تفسيراً من طريق أسباط، عن السُّدِّي، ثم علق الشيخ أحمد شاكر بقوله: [هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دورانًا في تفسير الطبري، إن لم يكن أكثرها، فلا يكاد يخلو تفسير آية من روايةٍ بهذا الإسناد. وقد عرض الطبري نفسه في (١/ ٣٥٤)، فقال - وقد ذكر الخبر عن ابن مسعود وابن عباس بهذا الإسناد -: "فإن كان ذلك صحيحًا، ولست أعلمه صحيحًا، إذ كنتُ بإسناده مُرتابًا". ولم يبين عِلَّةَ ارتيابه في إسناده، وهو مع ارتيابه قد أكثر من الرواية به، ولكنه لم يجعلها حجة قط … ]، ثم ذكر الشيخ شاكر كلاماً طويلاً يتعلق بتفسير السُّدِّيِّ. انظر: تفسير الطبري (١/ ١٥٦).
أقول: إذا كان طريق أسباط - مع ضعفه - لم يصححه الطبري وارتاب فيه، فطريق ابْنِ ظُهَيْرٍ أشد ضعفاً منه.
أضف إلى ذلك أنَّ السُّدِّيَّ نفسه لا يحتمل منه مثل هذا المتن.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد رواه عن ابن عباس السُّدِّي في التفسير المعروف الثابت عنه، وقد نقله عن أشياخه، والسُّدِّيُّ ثقة روى له مسلم، وتفسيره رواه عنه أسباط بن نصر، وهو ثقة، روى له مسلم، وقد ذكر في أول تفسيره أنه أخذه عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهَمْداني عن ابن مسعود، وعن ناسٍ من أصحاب رسول الله ، لكن هو ينقله بلفظه ويخلط الروايات بعضها ببعض، وقد يكون فيها المرسل، والمسند، ولا يميز بينهما، ولهذا يقال: ذكره السُّدِّيُّ عن أشياخه. ففيه ما هو ثابت عن بعض الصحابة: ابن مسعود، وابن عباس، وغيرهما. وفيه ما لا يجزم به. تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء (١/ ١٦٤ - ١٦٧).
وقال ابن حجر: ومنهم (أي من الضعفاء) إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّيُّ، وهو كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرق منها عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف، ولم يلق السُّدِّيُّ من الصحابة إلا أنس بن مالك، وربما التبس الصغير الذي تقدم ذكره. انظر: العجاب في بيان الأسباب (١/ ٢١١).
وهناك رسالة ماجستير بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى بمكة بعنوان: أسانيد نسخ التفسير والأسانيد المتكررة في التفسير، جمعاً ودراسة. للطالب: عطية بن نوري آل خلف الفقيه. وبإشراف: د. حاتم العوني.