للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ (١)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ (٢) - أَوْ قَالَ بِقُدَيْدَ (٣) - جَعَلَ النَّاسُ يَسْتَأْذِنُونَ رَسُولَ اللهِ إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَيَأْذَنُ لَهُمْ، فَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «مَا لَكُمْ يَكُونُ شِقُّ الشَّجَرَةِ الَّذِي يَلِي رَسُولَ اللهِ أَبْغَضَ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ؟» فَلَمْ أَرَ مِنَ الْقَوْمِ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَّا بَاكِيًا، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ. فَحَمِدَ اللهَ وَقَالَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ، لَا يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ، وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَتَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ». وَقَالَ: «إِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَا اللَّيْلِ، يَنْزِلُ اللهُ ﷿ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: "لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي أَحَدًا غَيْرِي، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي (٤) أَسْتَجِبْ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرْنِي أَغْفِرْ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلْنِي أُعْطِهِ"، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ» (٥).


(١) هِلَالُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُسَامَةَ، ويُقَالُ: هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَهِلَالُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ، ثقة، ع. التقريب (٧٣٤٤).
(٢) الكَدِيدُ: موضع بالحجاز، قاله ياقوت. وقال عاتق الحربي: الْكَدِيدُ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ «الْحَمْضِ» أَرْضٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَخُلَيْصٍ عَلَى (٩٠) كَيْلًا مِنْ مَكَّةَ عَلَى الْجَادَّةِ الْعُظْمَى إلَى الْمَدِينَةِ .. معجم البلدان (٤/ ٤٤٢) معجم الْمَعَالِمِ الْجُغْرَافِيَّةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ (ص ٢٦٣).
(٣) قُدَيْدُ: اسم موضع قرب مكة، قاله ياقوت. وقال عاتق الحربي: هو وَادٍ فَحْلٌ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ التِّهَامِيَّةِ، يَأْخُذُ أَعْلَى مَسَاقِطِ مِيَاهِهِ مِنْ حَرَّةِ «ذَرَة» فَيُسَمَّى أَعْلَاهُ سِتَارَةَ، وَأَسْفَلَهُ قُدَيْدَ، يَقْطَعُهُ الطَّرِيقُ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ١٢٥ كَيْلًا، ثُمَّ يَصُبُّ فِي الْبَحْرِ عِنْدَ الْقَضِيمَةِ، فِيهِ عُيُونٌ وَقُرًى كَثِيرَةٌ لِحَرْبِ وَبَنِيَّ سُلَيْمٍ. معجم البلدان (٤/ ٣١٣) معجم الْمَعَالِمِ الْجُغْرَافِيَّةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ (ص ٢٤٩).
(٤) (يَدْعُونِي) كذا، والجادَّة: "يَدْعُنِي".
(٥) إسناده صحيح. وصححه الألباني وشعيب الأروؤط كما سيأتي. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ، وأبوه، وشيخه عُمَرُ - وهو ابن طَبَرْزَذَ -، وَأَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ - هو قَاضِي الْمَرَسْتَان -: مضوا [٩١٤]. وَابْنُ الزَّاغُونِيِّ: مضى [٨٠١]. ورجال الإسناد الثاني إلى ابْنُ هَزَارْمَرْدَ - وهو وَالصَّرِيفِينِيُّ -: سبقوا [٨٥١]. وَابنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ: مضى [٩٤٩]. وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: هو أَبُو عَبْدِ اللهِ الذُّهْلِيُّ، ثقة حافظ جليل، مضى [١٠٧١]. وَهِشَامٌ: ثقة ثبت، مضى [٧١٠]. وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: ثقة ثبت، لكنه يدلِّس ويرسل، مضى [٨٦٧]. وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ: ثقة، مضى [٨١٨].
وأخرجه الدارقطني في النزول (٦٨) عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، به. وخرَّجه المصنِّف، فانظر.