للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يكون فيه الكتاب، ولم يوجد للعلم مثل إلا النار فإنهما لا ينتقص منهما ما أخذ منهما، وهما مِثلٌ، كلاهما نورٌ، هذا الدين وهذا في الدنيا، يُذكِّرُه" الدين، ومتاعًا للمقوين في الدنيا (١).

١٦ - وروي في حديث غريب: "إنَّ الشَّمس والقمر والنُّجوم خُلقنَ من نور العرش" رواه أبو علي الحداد في معجمه في الجزء الأول منه (٢).

١٧ - وفي كتاب الفاروق لعمار بن سيف (٣)، عن الأعمش (٤)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "ناب (٥) الكافر مثل أحد، وغلظ جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبَّار" (٦).

١٨ - وفي صحيح البخاري: لأبي حازم (٧)، عن أبي هريرة، عن النَّبيّ قال: "مَا بَيْنَ مَنْكِبَيِ (٨) الكَافِرِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ للرَّاكِبِ المُسْرِعِ (٩) " (١٠).


(١) لم أجد هذه المسألة فيما رجعت إليه من الكتب.
(٢) لم أجد رواية أبي على الحداد في "المعجم" ولعله مفقود، ورواه بمعناه الطبراني في "الأوسط" (٦٠٦٢)، وأبي الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (٦٣١).
وأورده السيوطي بلفظه في "الدر المنثور" (٣/ ٤٧٤) وعزا تخريجه للطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ وابن مردويه.
الحكم على الحديث: قال المباركفوري في "تحقيقه لكتاب العظمة": "وهو ضعيف. في إسناده راويان مجهولان، وثالث مقبول" (٤/ ١١٤٠).
(٣) عمار بن سيف الضبي، أبو عبد الرحمن الكوفي ضعيف الحديث عابد، إلا أنه قديم الموت ت ق. التقريب (رقم الترجمة ٤٨٢٦).
(٤) سليمان بن مهران الأسدي، ثقة حافظ، عارف بالقراءات [سبقت ترجمته في حديث رقم (٥)].
(٥) معنى (ناب): قال ابن منظور في "لسان العرب": النَّاب السِّن الذي خلف الرُّباعية. (١/ ٧٧٦).
(٦) كتاب الفاروق مفقود، وأخرجه مسلم بلفظ: "ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد، غلظ جلده مسيرة ثلاث" في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النَّار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (٤٤ - ٢٨٥١).
(٧) سلمان أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة ع. التقريب (رقم الترجمة ٢٤٧٩).
(٨) معنى (منكبي): قال ابن منظور في "لسان العرب": مثنى منكب، وهو مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضدِ والكتِفِ. (١/ ٧٧١).
(٩) فائدة من الحديث:
• أنه يزاد في جسم الكافر ولحمه ويبسط في جلده؛ ليزداد شعوره بالعذاب؛ لأنه كلما اتسع الجلد تعرضت كل ذرّة منه للنار، نعوذ بالله، ولذلك قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ٥٦]
• في الحديث وصف عظمة النار وشدتها، فما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع، ومع ذلك فالنار تغمر الكفار والمنافقين أجمعين. منحة الملك الجليل في شرح صحيح البخاري لعبد العزيز الراجحي (١١/ ٥٥٣).
(١٠) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار (٦٥٥١).