للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٢ - وذكر أبو نعيم الأصبهاني (١) وابن أبي حاتم (٢) في أول تفسير سورة البقرة ما ذكره إسحاق بن سليمان (٣)، عن المغيرة بن مسلم (٤)، عن ميمون بن أبي حمزة (٥) قال:

كُنَّا عند شقيق بن سلمة أبي وائل (٦)، فدخل علينا رجل يقال له: أبو عفيف (٧)، قال شقيق: يا أبا عفيف، ألا تحدثنا عن معاذ (٨)؟ قال: نعم، سمعته يقول: "يُحشر النَّاس يوم القيامة على أربعةِ أصناف في صعيدٍ واحد، ينفذهم البصر ويسمعهم المنادي، فينادي: أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفٍ (٩) مِنَ الرَّحْمَنِ لا يَحْتَجِبُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلا يَسْتَرُ، قلت: كنف مَنِ الْمُتَّقُونَ؟ قَالَ: قَوْمٌ اتَّقُوا الشِّرْكَ وَعُبَادَو الأَوْثَانِ، وَأَخْلَصوا لِلَّهِ الْعِبَادَةَ، فَيَمُرُّونَ إِلَى الجنَّةِ، ثم ينادي أين الشَّاكرون؟ فيقُومُون في كَنَفٍ مِنَ الرَّحمن لا يَحْتَجِبُ مِنْهُمْ وَلا يَسْتَتِرُ .... ؟ الحديث (١٠).


(١) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، إمام حافظ ثقة [سبقت ترجمته بحديث رقم (٦)].
(٢) عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، أبو محمد، العلامة الحافظ، صنَّف في الفقه وفي اختلاف الصحابة والتابعين، وله عدة كتب منها: (كتاب التفسير الكبير) و (الجرح والتعديل)، مات سنة (٣٢٧ هـ). انظر: السير (١٣/ ٢٦٣ رقم الترجمة ١٢٩).
(٣) إسحاق بن سليمان الرازي، أبو يحيى كوفي الأصل، ثقة فاضل. ع. التقريب (رقم الترجمة ٣٥٧).
(٤) المغيرة بن مسلم الأزدي القَسْمَلي، أبو سلمة السرّاج المدائني، أصله من مرو صدوق. بخ ت س ق. التقريب (رقم الترجمة ٦٨٥٠).
(٥) ميمون أبو حمزة الأعور، مشهور بكنيته، ضعيف. ت ق. التقريب (رقم الترجمة ٧٠٥٧).
(٦) شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة، مخضرم ع. التقريب (رقم الترجمة ٢٨١٦).
(٧) لعله عبد الملك بن أبي عياش الجذامي، أبو عفيف، ذكره ابن سعد في تابعي أهل الشام، وقال: قال: شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع الناس. وذكره أبو نعيم فقال: ابن العفيف أدرك عهد النَّبيّ ولم يسمع منه، الطبقات (٧/ ٣٠٦ رقم الترجمة ٣٨٠٦)، معرفة الصحابة (٦/ ٣٠٦٣).
(٨) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن المدني.
(٩) معنى (الكنف): في اللغة: السِّتر والحرز، قال الفيروز آبادي في "القاموس": مادة "كنف": أنْتَ في كَنَفِ اللهِ تعالى -مُحرَّكةً- في حِرْزِه وسِتْرِهِ، وهو الجانِبُ والظِلُّ والناحيةُ، كالكَنَفَةِ، محرَّكةً، ومن الطائرِ: جنَاحُهُ. (١/ ٨٥٠).
(١٠) رواه أبو نعيم بنحوه في "الحلية" (٢/ ٩)، وابن أبي حاتم في "التفسير" في تفسير سورة البقرة (١/ ٣٥) رقم (٦١)، ومن طريق ابن أبي حاتم أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد" (٨٦٤)، (ولفظه في جميع الروايات السابقة: يحبس الناس)، ورواه بلفظه ابن الفاخر الأصبهاني في "موجبات الجنة" (٣١٨).
الحكم على الحديث: قلت: في إسناده ميمون أبو حمزة الأعور وهو ضعيف.