للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُميد بن عبد الرحمن (١)، أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله - يعني نحو هذا الحديث -: "احْتجَّ آدَمُ وَمُوسَى عِنْدَ رَبِّهما، فَحجَّ آدم مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ (٢) وَنَفخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَه، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ (٣) النَّاسَ بِخَطِيئَتِك إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ (٤) كُلِّ شيءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا (٥)، وَقَدْ وَجَدْتَ كتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي، قَالَ مُوسىَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (٦)، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سنةً؟ " قَالَ رَسولُ اللهِ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسى". رواه البخاري (٧) ومسلم (٨)، وروياه من حديث همام (٩)، عن أبي هريرة (١٠).

ورواه عن أبي هريرة عامر بن الشعبى (١١)،


الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وثبته، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة. ع. التقريب (رقم: ٢٦٩٦).
(١) حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من الثانية، وقيل: إن روايته عن عمر مرسلة. ع. التقريب (رقم: ١٥٥٢).
(٢) في هذا الموضع إثبات اليد لله تعالى.
(٣) هبط: الهبوط: نقيض الصعود، هبط يهبط ويهبط هبوطا إذا انهبط في هبوط من صعود. وهبط هبوطا: نزل. انظر: لسان العرب (٧/ ٤٢١).
(٤) تبيان كل شيء أي كشفه وإيضاحه. النهاية لابن الأثير (١/ ١٧٥)، ولسان العرب (١٥/ ٣٠٨).
(٥) هو المناجي المخاطب للإنسان والمحدث له. يقال: ناجاه يناجيه مناجاة، فهو مناج. والنجى: فعيل منه. وقد تناجيا مناجاة وأنتجاء. النهاية لابن الأثير (٥/ ٢٥)، ولسان العرب (١٥/ ٣٠٨).
(٦) غوى: الغي: الضلال والخيبة. لسان العرب (١٥/ ١٤٠). وقال ابن الأثر في النهاية (٣٩٧/ ٣): غوى يغوي غيا وغواية فهو غاو: أي ضل. والغي: الضلال والانهماك في الباطل.
(٧) رواه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قوله: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤] (٩/ ١٤٨)، برقم (٧٥١٥) وبرقم (٣٤٠٩) بمعناه.
(٨) رواه مسلم في صحيحه، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى صلى الله عليهما وسلم، (٤/ ٢٠٤٣) برقم (١٥/ ٢٦٥٢) بنحوه.
(٩) همام بن منبه بن كامل الصنعاني، أبو عتبة، أخو وهب، ثقة، من الرابعة. ع. التقريب (رقم: ٧٣١٧).
(١٠) رواه مسلم في صحيحه، كتاب القدر باب حجاج آدم وموسى صلى الله عليهما وسلم، (٢٠٤٤/ ٤) رقم (١٥/ ٢٦٥٢) بنحوه. وأما البخاري فلم يخرجه من حديث همام، وأخرجه من طرق أخرى. انظر: الجمع بين الصحيحين لأبي عبد الله بن أبي نصر (٣/ ٨٣).
(١١) عامر بن شراحيل الشَعبي، أبو عمرو، ثقة مشهور فقيه فاضل، من الثالثة، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. ع.