للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثنا الحسين بن موسى أو الحسين بن موسى بن أبي معاوية البزار المصري (١)، ثنا بشر بن بكر، حدثني سعيد وهو بن سنان، عن أبي الزاهرية (٢)، عن كثير بن مرة (٣)، عن ابن الديلمي (٤) أنه لقي سعد بن أبي وقاص فقال له: "إني شككت في بعض أمر القدر فحدثنا لعل الله يجعل لي عندك فرجًا، قال: نعم يا ابن أخي، إن الله لو عذب أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خيرًا من أعمالهم، ولو أن لامرئ مثل أحد ذهبًا ينفقه في سبيل الله حتى يُنْفِدَهُ لا يُؤمن بالقدر خيره وشره لم يُتقبل منه، ولا عليك أن تلقى عبد الله بن مسعود"، فدفع ابن الديلمي إلى عبد الله بن مسعود فقال له: يا أبا عبد الرحمن إني شككت في بعض أمر القدر فحدثني لعلى الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثل ما قال سعد بن أبي وقاص، فقال ابن مسعود: ولا عليك أن تلقى أبي بن كعب، فدفع ابن الديلمي إلى أبي بن كعب فقال ابن الديلمي: يا أبي بن كعب إني شككت في أمر القدر فحدثني لعل الله يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال له مثل مقالة أصحابه، فقال: ولا عليك أن تلقى زيد بن ثابت، فدفع ابن الديلمي إلى زيد بن ثابت، فقال: أي زيد إني شككت في بعض أمر القدر فحدثني لعل الله أن يجعل لي عندك منه فرجًا، فقال زيد بن ثابت: نعم يا ابن أخي إني سمعت رسول الله يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إياهم خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنَّ لامْرِئٍ جَبَلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُنْفِدَهُ، وَلَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِ دَخَل النَّارَ" (٥). قال يونس: فدفع ابن


(١) لعل المراد به اسمين الأول: شيخ ابن خزيمة الذي يعرف بالرواية عنه. الحسن بن موسى الأشيب. فلم أقف على شيخ لابن خريمة بهذا الاسم، ولم أقف على ترجمة بهذا الاسم. وعليه فالأقرب للصواب هو: الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي، قاضي الموصل وغيرها، ثقة، من التاسعة. ع. التقريب (رقم: ١٢٨٨).
والثاني: هو القاسم بن حمدان، أبو معاوية البزاز، روى عن صالح بن سهيل. روى عنه: أبو بكر الشافعي. انظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٤٣٥) (رقم: ٦٨٤٦).
(٢) حدير الحضرمي، أبو الزاهرية الحمصي، صدوق، من الثالثة. ر م د س ق. التقريب (رقم: ١١٥٣).
(٣) كثير بن مرة الحضرمي الحمصي، ثقة، من الثانية، ووهم من عده في الصحابة. ر ٤. التقريب (رقم: ٥٦٣١).
(٤) عبد الله بن فيروز الديلمي، أخو الضحاك، ثقة، سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٩).
(٥) لم أقف على الحديث عند ابن خزيمة ولعله في كتابه المفقود "القدر". ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى برقم (١٥٨٨) من طريق: عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، به. بنحوه. وقال محقق الإبانة (٤/ ١٤٤): صحيح. وضعف إسناده؛ لضعف عبد الله بن صالح.