للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالإيمان بالقضاء والقدر عندهم من تمام التوحيد وشهادة أن لا إله إلا اللَّه، والقيام بالأمر والنهي موجب شهادة أن محمدًا رسول اللَّه. ومن لم يقر بالقضاء والقدر ويقوم بالأمر والنهي فقد كذب بالشهادتين وإن نطق بهما بلسانه (١).

٥ - يقال لهم: الموفقون المهديون آمنوا بقدر اللَّه وشرعه ولم يعارضوا أحدهما بالآخر بل صدر منهما الآخر عندهم وقرره فكان الأمر تفصيلا للقدر وكاشفا عنه وحاكما عليه والا أصل للأمر ومنفذ له وشاهد له ومصدق له فلولا القدر لما وجد الأمر ولا تحقق ولا قام على سَاقه، ولولا الأمر لما تميز القدر ولا تبينت مراتبه وتصاريفه فالقدر مظهر للأمر والأمر تفصيل له واللَّه سبحانه له الخلق والأمر فلا يكون إلا خالقا آمرا فأمره تصريف لقدره وقدره منفذ لأمره (٢).

وبهذا يتبين بطلان مذهب القدرية، وفساد استدلالهم، ومخالفتهم لما جاء به وبُعدهم عنه.

* * *


(١) انظر: طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم (ص ٨٨).
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم (٢/ ٥٦٦).