للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لا يزال أهل الغَرْب ظاهرين على الحق" (١).

أخبرناه عيسى بن معالي قال: أنبتنا كريمة ابنة عبد الوهاب، قالت: أنبأنا أبو الخير الباغبان، ومسعود قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، ثنا عمرو بن إبراهيم ( .. )، ثنا محمد بن شاذان ( … )

وقال ابن منده: أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد،

ح وأخبرنا أبو عمرو مولى بني هشام، ثنا أبو أمية، قالوا: ثنا عمرو بن حكام، ثنا لقمعبة، عن داود بن أبي هند، عن أبى عثمان، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله : "لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة".

وقد فسره علي بن المديني تفسيرًا عجيبًا غريبًا فقال: "أصحاب الغَرْب الذي يُستقى به، ليس أحد له غرب إلا العرب، فيبقى العرب ومن تبعهم على من خالف الإسلام حتى تقوم الساعة".

وقال أبو نصر السجزي: ظاهر هذا الحديث متعلق بفضل ناحية الغرب، وهي البلاد الكائنة عن غربي المدينة يدخل فيها الشام ومصر وسائر بلاد العرب، كما أن شرقي المدينة داخل في جملة الشرق على الظاهر.

وقال إسحاق بن إبراهيم بن هاني: سئل أبو عبد الله عن حديث الني : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" قال: هم أهل المغرب إنهم الذين يقاتلون الروم، كل من قاتل المشركين فهو على الحق (٢).


= وتسعين، وهو ابن ثلاثين ومئة سنة. (تهذيب الكمال في أسماء الرجال ١٧/ ٤٢٤).
(١) رواه برقم: (١٩٢٥).
(٢) اختلاف الرواة في لفظ الحديث، فراه جماعة بلفظ: (الغرب) وجماعة بلفظ: (المغرب).
قال العلامة المعلمي في الأاضواء الكاشفة: (أقرب الأقوال أن المراد بالغرب: الحِدة والشوكة ..... أمَا ما يحكى أن بعضهم قال: المغرب، فخطأ محض) انظر: (الأنوار الكاشفة بتحقيق علي العمران ص: ١٨١)
واختلفوا العلماء أيضًا في تحديد أهل الغرب من هم على أقول منها:
١ - قيل: المراد بهم العرب، لأنهم يستسقون بالغرب وهو الدلو الكبير، وممن قال بهذا المديني وانظر قوله الذي أورده المصنف.
٢ - المراد أهل الشام، لأن أهل المدينة يجعلون الشام وما جاورها: غربا، ويؤيد كلامهم الأحاديث التي تحدثت عن الطائفة المنصورة ومكانها في الشام وأكناف بيت المقدس. وممن قال بهذا السجزي وإسحاق ابن إبراهيم وانظر ما ذكره المصنف لهما.
٣ - المراد بهم: هم أهل الحدة والشوكة والقوة في الجهاد، وممن قال بهذا العلامة المعلمي.