للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة التين: ٦].

وتقديره: لو لم يحصل للإنسان ( … ) في الآخرة لكان ذا السؤال لازما، لأن السعي في إتمام هذا النقص الرفيع الشريف أولا، ثم السعي السديد في تخريبه ثانيا لا يليق بالحكمة بتقدير أن يكون المقصود من إيجاد هذا القصر نفس هذا القصر فقط، أما إذا كان المقصود ( … ) أن يكون ( … ) مقصود آخر ففي مثل الأمر يجب تحصيل تلك ( … ) وعند حصول أول المقصود يجب طرحها وإبطالها فعلى هذا لا يكون خلقه في أحسن تقويم، ثم رده إلى أسفل سافلين عبثا ( … ) عن الحكمة، والأمر ها هنا كذلك لأن النفس الإنسانية خلقها في مبدأ الفطرة خالية عن المعارف الحقيقية والأخلاق الفاضلة، كما قال: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [سورة النحل: ٧٨].

فإذا استشعرت النفس الإنسانية هذه الآلات البدنية في تحصيل هذه المعارف والأخلاق على الكمال، وجب أن ( … ) النفس عن البدن حتى ( … ) إلى عالم النور، فثبت أن بتقدير نفي السعادة الأخروية كان خلق البدن أولا في أحسن تقويم، ثم رده أسفل سافلين عبثا فادحًا في الحكمة، لكن اللازم وهو القدح في حكمة الله تعالى فوق باطل بالملزوم وهو نفي السعادة الأخرى باطل، فإثبات السعادة الأخروية هو الحق، ورئيس المعارف هو معرفة الله والآيات ( … ) الأعمال الصالحة وطاعة الله فلهذا السبب قال: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [سورة الانشقاق: ٢٥].

يعني: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥)[سورة التين: ٤ - ٥].

حتى يموت فيصل إليه بعد الموت ﴿أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ [سورة الانشقاق: ٢٥].

( … ) على هذا ( … ) اليقيني قال: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)[سورة التين: ٧ - ٨]. فإن الحكم لو ( … ) لا لفائدة لقدح ذلك في حكمته ( … ) هذا البدن ( … ) الإنسان بواسطة الإيمان والعمل الصالح ثم ( … ) بعد ذلك الهدم ( … ) الإيمان والعمل الصالح كان ذلك غاية الحكمة، فكما يثبت الله أحكم الحاكمين وجب أن