للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قرأتُ بخط الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد: هكذا وجدنا هذا الحديث "كما بين جرباء وأذرح"، وهذا التحديد غير صحيح؛ فإن الروايات تواطأت على ما بين المدينة وصنعاء وما بين عدن إلى عَمّان البلقاء ومسيرة شهر، فلا يصح تحديده بثلاثة أيام، وجرباء وأذرح ليس بينهما مسيرة ثلاثة أيام، وإنما بينهما ساعة من نهار، فإن جرباء وأذرح بالقرب من عَمّان، وهما عند الكَرَك، وعندي أن هذا وهم من بعض النقلة. والصحيح من حديث أبي هريرة يعني حديث سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، وسيأتي إن شاء الله (١).

٧١٧ - أخبرنا سليمان وعيسى قالا: أنا عبد الله بن عمر، أنا سعيد بن أحمد، أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا علي بن حرب، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا سفيان بن سعيد، عن المختار بن فُلفل، عن أنس بن مالك قال: مرِض النبيُّ مرضًا فقال: "أتدرون أي سورة أُنزلت عليّ؟ الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي، ترده أمتي، ( … ) الرجل دوني فأقول: يارب إنه من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك".

قال عبد الله بن سليمان (٢): "هؤلاء عندنا أهل الردة الذين حاربوا الني فأسلموا ثم ارتدوا".

رواه مسلم بمعناه من حديث علي بن مسهر وابن فضيل، عن المختار (٣).

٧١٨ - أخبرنا سليمان وعيسى، قالا: أنا ابن اللتي، أنا ابن البنا، أنا محمد بن محمد بن علي، أنا ابن زنبور، ثنا ابن أبي داود، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة أن رسول الله خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: "إني فَرَطُكُم، وأنا شهيد عليكم، والله إني لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أُعطيت مفاتيح خزائن الأرض - أو مفاتيح الأرض - وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تَنَافَسُوا فيها".

رواه البخاري ومسلم (١)، فوقع لنا بدلًا عاليًا على طريق البخاري بدرجة، وعلى طريق


(١) انظر الحديث رقم: (٧٢٨).
(٢) عبد الله بن سليمان الأشعت السجستاني.
(٣) رواه برقم: (٤٠٠).
(٤) أخرجه البخاري برقم: (٦٥٩٠، ٦٤٢٦، ٤٠٨٥، ٣٥٩٦، ١٣٤٤)، مسلم برقم: (٢٢٩٦).
وهذا النصر من النصوص التي يستند عليها من يقول بعدم وقوع الشرك في هذه الأمة والواقع يخالف كلامهم فإن الشرك قد وقع بصور عديدة، ويجاب عللى شبهتهم في هذا الحديث بقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (ما أخاف عليكم أن تشركوا: أي على مجموعكم، لبأن ذلك قد وقع من البعض). (فتح الباري ٣/ ٢١١) وقال أيضًا أن هذا النص قد يكون للصحابة فقط فلا يقع منهم الشرك. انظر (فتح الباري ٦/ ٦١٤).