للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه الدلالة من الحديث:

بيَّن النَّبيُّ أنَّ الله عِنْدَ القَضَاءِ يَكُونُ جالساً على كرسيِّه، فيقضي بين العباد، فيقتصُّ للمظلوم من الظَّالم.

- الدليل السابع: عَنْ عُمَرَ قَالَ: «إِذَا جَلَسَ الرَّبُّ ﷿ عَلَى الْكُرْسِيِّ» (١).

وجه الدلالة من الحديث:

أثبت الحديث أنَّ الجلوس صفة من صفات الله تعالى.

قال وكيع: «أَدْرَكْنَا الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ لَا يُنْكِرُونَهَا» (٢).

قال ابن تيمية: «الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ تَقْعُدُ رُوحُهُ وَتَجْلِسُ وَتُسْأَلُ وَتُنَعَّمُ وَتُعَذَّبُ وَتَصِيحُ وَذَلِكَ مُتَّصِلٌ بِبَدَنِهِ؛ مَعَ كَوْنِهِ مُضْطَجِعًا فِي قَبْرِهِ ..... وَإِذَا كَانَ قُعُودُ الْمَيِّتِ فِي قَبْرِهِ لَيْسَ هُوَ مِثْلَ قُعُودِ الْبَدَنِ، فَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ عَنْ النَّبِيِّ مِنْ لَفْظِ "الْقُعُودِ وَالْجُلُوسِ" فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى كَحَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِمَا أَوْلَى أَنْ لَا يُمَاثِلَ صِفَاتِ أَجْسَامِ الْعِبَادِ» (٣).


(١) السنة، لعبد الله بن أحمد (٥٨٥) (٥٨٧) إسناده ضعيف، فيه عبد الله بن خليفة الهمداني الكوفي، قال الذهبي: لا يكاد يعرف. وقال ابن حجر: مقبول. ميزان الاعتدال (٢/ ٤١٤) التقريب (٣٢٩٤).
قال الذَّهبيُّ: هذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدِّثين، أخرجه الحافظ ضياء الدِّين المقدسيُّ في صحيحه، وهو من شرط ابن حبان، فلا أدري أخرجه أم لا؟ فإنَّ عنده أنَّ العدل الحافظ إذا حدَّث عن رجل لم يعرف بجرح، فإن ذلك إسناد صحيح.
فإذا كان هؤلاء الأئمَّة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممَّن يطول ذكرهم وعددهم الَّذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدُّجَى، قد تلقَّوا هذا الحديث بالقبول وحدَّثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتَّى ننكره ونتحذلق عليهم؟ بل نؤمن به، وَنَكِلُ عِلْمَهُ إلى الله ﷿. انظر: العرش، الذهبي (٢/ ١٥٦).
(٢) السنة عبد الله بن أحمد (١/ ٣٠٢) (٥٨٧).
(٣) شرح حديث النزول، لابن تيمية (ص ١٥٠ - ١٥١).