للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القسم الثالث: الباعة، وهم متوسطو الحال من التجار، ويقال لهم: أصحاب البَزّ، ويلحق بهم أصحاب المعايش، وهم السوقة.

القسم الرابع: أهل الفِلَح، وهم: أهل الزراعات والحرث، سكان القرى والريف.

القسم الخامس: الفقراء، وهم: جل الفقهاء وطلاب العلم، والكثير من أجناد الحلقة ونحوهم.

القسم السادس: أرباب الصنائع والأجراء أصحاب المهن.

القسم السابع: ذوو الحاجة والمسكنة، وهم: السؤَّال الذين يتكففون الناس ويعيشون منهم" (١).

والملاحظ هنا أنَّ أكثر هذه الطبقات كانت تعيش حياة: البؤس، والظلم، والفقر، والمسكنة. يضاف إليها ما ابتلووا به من الأمراض - كالطَّاعون - والأوبئة الفتَّاكة التي كانت تجتاح أكثر المدن والإمارات المملوكية.

وكذلك أهل الشَّام لا يختلفون عن أهل مصر من حيث أنهم مغلوبون على أمرهم، يخضعون لاستقراطية حاكمة استأثرت بالحكم وبالوظائف، وحرمتهم من المشاركة في الأمور المهمة في البلاد. فكان المماليك هم أصحاب السيادة والطبقة المسيطرة ذات النفوذ والسلطان، في حين خضع أصحاب البلاد الأصلييين من أهل الشام للأمر الواقع، ورضوا بما فعله المماليك.

وقد انقسم أهل الشَّام الأصليين إلى حضر يسكنون المدن، وبدو يرتحلون في عشائر تنتشر في بادية الشام.

وقد حاول سلاطين المماليك إدخال عشائر البدو في النظم الإقطاعي، فأضفوا على زعماء العشائر ألقاب الإمارة وأقطعوهم الإقطاعات، وفرضوا عليهم التزامات معينة أهمها: الولاء للدولة، وحراسة الطرق والدروب الصحراوية، وتقديم الرجال وقت الحرب. لكن العشائر أنفت الخضوع لتلك التنظيمات التي تفقدها كثيرًا من حريتها، فأخذت ما فيها من مميزات، وتخلصت مما فيها من التزامات (٢).


(١) إغاثة الأمة بكشف الغمة (ص ١٤٧).
(٢) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لابن عاشور (ص ٣١٤).