قال عثمان الدَّارمي في "نقضه على المريسي.": "وادَّعى المعارض زورًا على قوم أنَّهم يقولون في تفسير قول الله ﴿يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾ [سورة الزمر: ٥٦] إنهم يَعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس على ما يَتَوهَّمونه.
فيقال لهذا المعارض: ما أرخص الكذب عندك، وأخفَّه على لسانك! فإن كنت صادقًا في دعواك فأشر بها إلى أحد من بني آدم قاله، وإلا فلِمَ تشنِّع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك، وأبصر بتأويل كتاب الله منك، ومِن إمامك؟ إنَّما تفسيرها عندهم، تحسُّرُّ الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله، واختاروا عليها الكفر والسُّخرية بأولياء الله؛ فسماهم السَّاخرون.
فهذا تفسير الجنب عندهم. فما أنبأك أنهم قالوا: جنب من الجنوب؟ فإنه لا يجهل هذا المعنى كثير من عوام المسلمين، فضلًا عن علمائهم (١).