للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِمَامٍ مِمَّن أَخَذَ النَّاسُ بِقَوْلِهِمْ وَتَدَيَّنُوا بِمَذَاهِبِهِمْ، وَلَوِ اشْتَغَلْتُ بِنَقْلِ قَوْلِ الْمُحَدِّثِينَ لَبَلَغَتْ أَسْمَاؤهُمْ أُلُوفًا كَثِيرَةً" (١).

* ومن اعتقاد السَّلف أيضًا أنَّ القرآن كلام الله تعالى منه خرج وبدأ، وتكلَّم به بحروفه ومعانيه، فأسمعه جبريل ، ونزلى به جبريل على قلب نبينا ، وهو هذا اللسان العربي المبين، النَّازل بلغة قريش (٢).

والتنصيص هذه العقيدة مأثور عن جماعة من أئمة السَّلف، منهم:

١ - سفيان الثوري ..

قال: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مَخلوقٍ، منه بَدَأ وإليه يعودُ، مَنْ قال غيرَ هذا فهو كُفْرٌ".

٢ - الإِمام أحمدُ بن حنبل ..

قال: "لقيتُ الرِّجالَ، والعُلَماءَ، والفُقَهاءَ بمكَّةَ، والمَدينةِ، والكُوفةِ، والبَصْرةِ، والشامِ، والثُّغورِ، وخُراسانَ، فرأيتُهم على السُّنَّة والجَماعَة، وسألتُ عنها - يعني هذه اللفظة - الفُقَهاءَ؟ فكلٌّ يقولُ: القرآنُ كلامُ الله غيرُ مَخْلوق، منه بدَأ، وإلية يعودُ" (٣).

٣ - شيخ الإسلام ابن تيمية :

قال: "وأنَّ القران كلام الله بجميع جهاته منزَّل غير مخلوق ولا حرف منه مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، قال عبد الله بن المبارك: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر، ومن قال: لا أؤمن بهذه اللام فقد كفر" (٤).

وقد أطال الإمام ابن المحب في ذكر الأدلة من السُّنَّة على اثبات هذه الصِّفة، في باب (ما ورد في الأصْواتِ والحُروف)، ونقل في هذا الباب كثيرًا من الأحاديث التي ذكرها ابن مندة في كتابه "الرَّد على من يقول آلم حرف" حتى يكاد أن يقال أنَّه نقل جميع مروياته في هذا الكتاب.


(١) اللالكائي "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة" (٢/ ٣٤٤).
(٢) للاستزادة: انظر: العقيدة السَّلفية في كلام رب البرية لعبد الله الجديع (ص ١٩٣).
(٣) للاستزادة: انظر: العقيدة السَّلفية في كلام رب البرية لعبد الله الجديع (ص ١٩٣).
(٤) ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٤/ ١٨٢).