للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الذهبي: "بنى مدرسة على باب الجامع المظفري، وأعانه عليها بعض أهل الخير، وجعلها دار حديث، وأن يسمع فيها جماعة من الصبيان، ووقف بها كتبه وأجزاءه، ووقف بها كتبه وأجزاءه، وفيها من وقف الشيخ الموفق، والبهاء عبد الرحمن، والحافظ عبد الغني، وابن الحاجب، وابن سلام، وابن هامل، والشيخ علي الموصلي" (١).

وكان الإمام ضياء الدين المقدسي قد رحل في طلب الحديث والعلم إلى أقطار شتى، وحصل الكثير من الكتب والأصول النفيسة هبةً وشراءً ونسخًا، وجعل كل ذلك مع كتبه القيمة التي ألفها وقفًا في دار الحديث الضيائية.

قال ابن كثير: "سمع الحديث الكثير، وكتب كثيرًا، ورحل وطاف وجمع وصنف وألف كتبًا مفيدة حسنة كثيرة الفوائد، من ذلك كتاب "الأحكام" ولم يتمه، وكتاب "المختارة" وفيه علوم حسنة حديثية، وهي أجود من "مستدرك الحاكم" لو كمل، وله "فضائل الأعمال"، وغير ذلك من الكتب الحسنة الدالة على حفظه واطلاعه وتضلعه من علم الحديث متنًا وإسنادًا، وكان في غاية العبادة والزهادة والورع والخير، وقد وقف كتبًا كثيرة عظيمة بخطه خزانة المدرسة الضيائية التي وقفها على أصحابهم من أهل الحديث والفقهاء، وقد وقفت عليها أوقافٌ أُخَر كثيرة بعد ذلك" (٢).

وقال الصفدي: "وقدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وحصل أصولا نفيسة فتح اللَّه بها عليه هبةً وشراءً ونسخًا" (٣).

وقال يوسف بن عبد الهادي: "وكان بهذه المدرسة كتب الدنيا والأجزاء الحديثية، حتى يُقال إنه كان فيها خط الأئمة الأربعة، حتى يُقال: إنه كان فيها التوراة والإنجيل" (٤).

وكان من أشهر القيّمين عليها الأثمة آل المحب الصامت .

ومن أشهرهم المؤلف الإمام شمس الدّين أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن أحمد بن المحب الصامت المقدسي الحنبلي .


(١) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١٤/ ٤٧٦).
(٢) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٧/ ٢٨٥).
(٣) انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (٤/ ٨٨).
(٤) انظر: القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون (١/ ١٣٨).