للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجماعات مقبلا على شأنه سليم الفطرة نشأ على خير وكان يحكي كرامة وقعت له مع خليفة الأزهري … وطاف العجم والروم وعرف لسانهما ومع ذلك فلم يتيسر له الحج مات بعد الخمسين ظنا (١).

٣/ إبراهيم بن محمد بن خليل البرهان أبو الوفاء الطرابلسي الأصل طرابلس الشام الحلبي المولد والدار الشافع، ويعرف البرهان بالقوف لقبه به بعض أعدائه وكان يغضب منه وبالمحدث كثيرا ماكان يثبته بخطه. ولد في ثاني عشري رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بالجلوم حارة من حلب، ومات أبوه وهو صغير جدا فكفلته أمه وانتقلت به إلى دمشق فحفظ به بعض القرآن ثم رجعت به إلى حلب فنشأ بها وأدخلته مكتب الأيتام لناصر الدين الطواشي تجاه الشاة بختية الحنفية بسوق النساب فأكمل به حفظه وصلى به على العادة التراويح في رمضان … واجتمع بالشيخ الشهير الشمس محمد بن أحمد بن عبد الرحمن القرمي وسمع كلامه وفنون الحديث عن الصدر الياسوفي والزين العراقي وبه انتفع فإنه قرأ عليه ألفيته وشرحها ونكته على ابن الصلاح مع البحث في جميعها وغيرها من تصانيفه وغيرها وتخرج به وسمع بها من المحب الصامت … وحج في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وكانت الوقفة الجمعة ولم يحج سواها وزار المدينة النبوية وكذا زار بيت المقدس أربع مرار، … ولم يزل على جلالته وعلو مكانته حتى مات مطعونا في يوم الاثنين سادس عشري شوال سنة إحدى وأربعين بحلب ولم يغب له عقل بل مات وهو يتلو وصلى عليه بالجامع الأموي بعد الظهر ودفن بالجبيل عند أقاربه وكانت جنازته مشهودة ولم يتأخر هناك في الحديث مثله وإيانا (٢).

٤/ إبراهيم بن محمد بن موسى بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن محمد بن حدثة برهان الدين بن سيف الدين القرشي العمري العدوي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف بالبقاعي. سمع على المحب الصامت في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وعلى أبي بكر بن إسماعيل بن عثمان البيتليدي وأبي الهول علي بن عمر الجزري ومحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر وجماعة، وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيرا دينا محافظا على الجماعات مع الورع والزهد فلا يأكل إلا


(١) (الضوء اللامع القرن التاسع ١/ ٥٨).
(٢) (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ١/ ١٣٨ - ١٥٤).