للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على التاج بن بردس، وأجاز له أخوه العلاء ولازم الحافظ ابن ناصر الدين في أشياء سماعا وقراءة وخلف والده في مشيخة زاويته التي أنشأها بالسفح فوق جامع الحنابلة فانتفع به المريدون وحج غير مرة وزار بيت المقدس والخليل ودخل غيرها من الأماكن، وكان شيخا قدوة مسلكا تام العقل والتدبير قائما بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر راغبا في المساعدة على الخير والقيام في الحق مقبول الرسائل نافذ الأوامر كريما متواضعا حسن الخط ذا جلالة ووقع في النفوس وشهرة عند الخاص والعام وله الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجلدين وفتح الاغلاق في الحث على مكارم الأخلاق ومواقع الأنوار ومآثر المختار والانذار بوفاة المصطفى المختار … وغير ذلك مما قرئ عليه جميعه أو أكثره، وكان استمداده في الحديث من شيخه ابن ناصر الدين، وقد حدث باليسير أخذ عنه الفضلاء ومات في ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ست وخمسين بعد فراغه من قراءة أوراد ليلة الجمعة بيسير فجأة، وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفري في مشهد عظيم جدا ودفن في قبر كان أعده لنفسه داخل باب زاويته وإيانا (١).

٩/ عبد الرحمن بن عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن طاهر الزين بن أبي محمد الحرستاني ثم الصالحي، ولد في شوال سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وسمع من أبي محمد بن القيم والحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت الأول والثاني من حديث عبد الله بن هاشم الطوسي تخريج زاهر بن طاهر عن شيوخه، ومن ابن القيم غير ذلك، وحدث سمع منه الفضلاء قرأ عليه شيخنا ثم ابن موسى وشيخنا الموفق الأبي في سنة خمس عشرة، ومات بعد ذلك (٢).

١٠/ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الكريم الزين بن الجمال بن الفخر المصري ثم الدمشقي الصالحي الشافعي ويعرف بابن الفخر المصري. أسمعه أبوه الكثير من شيوخ عصره ففي سنة سبعين على الصلاح بن أبي عمر بعض مسند عائشة من مسند أحمد وعلى الكمال ابن حبيب سنن ابن ماجه وعلى التقي بن رافع سنن النسائي وكذا سمع على المحب الصامت وغيره وتفقه قليلا وحدث سمع منه الفضلاء ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين (٣).


(١) (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٤/ ٦٢ - ٦٣).
(٢) (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٤/ ٨٧).
(٣) (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ٤/ ٨٩).