للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعمتك وتحول عافيتك ومن فُجاءة نقمتك ومن جميع سخطك وغضبك". أخرجه مسلم (١): عن أبي زرعة الرازي، عن يحيى بن بكير.

قرأت في كتاب هيروسيوس القس الأندلسي (٢) عند ذكر داود نبي اللَّه: "وكذلك بعث اللَّه إليه غاث بن عادو النبي (٣)، فخيَّره في إحدى ثلاث دواهي، وأعلمه أن لا بُد من إحداهن كفارة لذنبه وهن: إما جُوع سبع سنين، وإما هروب عن أعدائه ثلاثة أشهر، وإما طاعون ثلاثة أيام، فقال داود النبي: لأقع بين يدي اللَّه وأدبه خير من الوقوع بأيدي الأعداء وقتلهم، فاختار الطاعون فيات من بني إسرائيل من وقت الصبح إلى وقت الظهر -مبعث النهار- سبعون ألفًا، وظهر لداود النبي مَلَك يطعن الناس فرَغِب إلى اللَّه وقال: الذنب لي وقبلي يارب فأقلني وأهلي واعف عن خلقك، وإذ لك أمرَه غاث النبي أن يقيم مذبحًا ويقدم اللَّه عليه قربانًا، ففعل وانقطع الطاعون عن بني إسرائيل" (٤).

وذَكَرَ من أخبار داود قبل هذا: "أنه أمر بإحصاء بني إسرائيل تغزو وأجرى ذلك على يدي يُوآب بن شَربياء (٥) صاحب خيله فعمل في إحصائهم والتطوف عليهم تسعة أشهر وعشرين يومًا، وألفى في قبائل بني إسرائيل -سوى سبط يهوذا- ثمانمائة ألف رجل ممن يقوى على حمل السلاح، وألفى في سبط يهوذا خمسمائة ألف يتلوه، ولذلك بعث اللَّه إليه غاث كما تقدم" (٦).

وفي أخبار سليمان بن داود: ذكَرَ أنه ولي أربعين سنة وأنه تجلى اللَّه له في نومه في أول ولايته فقال له سل ما شئت لتُعطاه، فسأل العلم، فقال اللَّه له: "إنك سألت العلم ولم تسل طول البقاء ولا المال ولا قتل الأعداء، فقد وهبت لك من العلم ما لم يبلغه أحد غيرك، وجمعت لك إليه المال والقدرة وفضَّلتُك في ذلك على كل مِن نبي


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (رقم ٢٧٣٩/ ٩٦) وغيره.
(٢) لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(٣) لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(٤) هذا النقل من كتاب القس الأندلسي هيرسيوس وهو مفقود.
(٥) يُوآب هو قائد عسكر دواد . وبعض المصادر تذكر أن اسم أبيه هو صوريا. انظر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام للقرطبي (ص ١٩٩) تحقيق: أحمد حجازي السقا. الناشر: دار التراث العربي القاهرة.
(٦) هناك اختلافات وتناقضات بين الأسفار في تحديد عدد المقاتلين. انظر: مختصر إظهار الحق لمحمد أحمد عبد القادر ملكاوي (ص ١٤٠).