للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٥٤ - عن أبي زرعة (١) سمع أبا هريرة قال: سمعت النبي يقول: قال اللَّه ﷿: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة وليخلقوا حبة أو شعيرة". رواه البخاري ومسلم (٢).

تابعه محمد بن عمرو (٣)، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. رواه إسحاق بن راهويه، عن الفضل بن موسى (٤) عنه (٥).

قال إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ: "ووجه الجمع بين خبر ابن مسعود وبين خبر حذيفة بن أسيد، أن التصوير يكون عند انقضاء ثنتين وأربعين ليلة، ونفخ الروح يكون بين انقضاء أربعة أشهر من وقت وقوع النطفة في الرحم" (٦).

وقال شيخنا أبو العباس بن تيمية: "أحد الأمرين لازم إما أن تكون هذه الأمور عقيب الأربعين، ثم يكون عقيب المائة والعشرين، ولا محذور في الكتابة مرتين، ويكون المكتوب أولا فيه كتابة الذكر والأنثى، أو يُقال: أن ألفاظ هذا الحديث لم تضبط حق الضبط، ولهذا اختلفت رواته في ألفاظه، ولهذا أعرض عنه البخاري، وقد يكون أصل الحديث صحيحًا، ويقع في بعض ألفاظه اضطراب فلا يصلح حينئذ أن يعارض بها ما ثبت في الحديث الصحيح المتفق عليه الذي لم تختلف ألفاظه" (٧).

وقال في حديث حذيفة: "فيه أن تصويرها يكون بعد ثنتين وأربعين ليلة، وأنه بعد تصويرها وخلقها ولحمها وعظامها يقول المَلَك: "يا رب أذكر أم أنثى" ومعلوم أنها لا تكون لحمًا وعظمًا حتى تكون مضغة، فهذا موافق بذلك الحديث في أن كتابة الملك تكون بعد ذلك إلا أن يقال: المراد تقدير اللحم والعظام" (٨).

قال شيخنا: "ما عارض الحديث المتفق عليه: إما أن يكون موافقا له في الحقيقة؛ وإما أن يكون غير محفوظ فلا معارضة ولا ريب أن ألفاظه لم تضبط" (٩).


(١) أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد اللَّه البجلي ثقة ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم ١٠٧).
(٢) أخرجه البخاري (رقم ٥٩٥٣، ٧٥٥٩) ومسلم (رقم ٢١١١/ ١٠١).
(٣) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم ٤٣).
(٤) الفضل بن موسى الشيناني أبو عبد اللَّه المروزي ثقة ثبت وربما أغرب ع. التقريب لابن حجر (رقم ٥٤١٩).
(٥) أخرجه من طرق عن أبي سلمة، عن أبي هريرة الإمام أحمد (رقم ٧٥٢١، ٩٠٧٧، ٩٨٢٤، ١٠٨١٩) والبزار (رقم ٧٩٦٧).
(٦) لعل هذا النقل من شرح الإمام إسماعيل التيمي على الصحيحين، وما زال مفقودًا.
(٧) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤١).
(٨) انظر: نفس المصدر (٤/ ٢٤٠).
(٩) انظر: المصدر السابق (٤/ ٢٤١).