للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "خلق اللَّه الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة فكان هكذا ما شاء اللَّه ليس فيه روح، بعيد القعر، مُظلم المدخل، ثُم خُلقت الروح، فقيل ادخل في آدم، فقال: لا أدخل يا رب، فقيل الثانية، فقال مثل ذلك، فقيل له الثالثة، فقال مثل ذلك، فقيل له: ادخل كرها واخرج كُرها، فلا تخرج الروح أبدًا إلا كرها، فقال اللَّه: ﴿يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: ٣٥] فأُدخل آدم يوم الجمعة الجنة، فجَعلَهُ في جنات الفردوس، وأُهبط إلى الأرض يوم الجمعة، وكان يحضرها قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، وكانت الدماء بينهم وكانت الفساد في الأرض؛ فمن ثم قالوا: ﴿قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا﴾ [البقرة: ٣٠] كما أفسدت الجن ﴿وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: ٣٠] كما سفكوا، فقال اللَّه: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (١).

٥٣٦ - وقال أبو حاتم: حدثنا عفان (٢)، حدثنا نوح بن قيس (٣)، حدثنا أشعث بن جابر الحُدَّاني (٤): أن ابن عباس قال: "عَبدت الملائكة ربها قبل أن يُخلق آدم بألفي سنة" (٥).

"قد حنا جبهته والتقم الصُّور ينتظر متى يُؤمر" (٦).


(١) إسناده ضعيف، وفيه نكارة حيث أن الروح لم تفعل ما أمرها اللَّه به وأبت وهذا عصيان زائد، وإبلس لما عصى ما أمره اللَّه به مرة واحدة كتب عليه اللعنة إلى يوم الدين. واللَّه أعلم.
(٢) عفان بن مسلم بن عبد اللَّه الباهلي أبو عثمان الصفار البصري ثقة ثبت ع. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم ١١٠).
(٣) نوح بن قيس بن رياح الأزدي أبو روح البصري صدوق رمي بالتشيع م ٤. التقريب لابن حجر (رقم ٧٢٠٩).
(٤) أشعث بن عبد اللَّه بن جابر الحداني الأزدي بصري يكنى أبا عبد اللَّه وقد ينسب إلى جده وهو الحُمْلي صدوق خت ٤. نفس المصدر (رقم ٥٢٧).
(٥) إسناده حسن، وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (رقم ٣٢١) عن أبيه، عن علي بن محمد الطنافسي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: "كان الجن بنو الجان في الأرض قبل أن يخلق آدم بألفي سنة".
(٦) هذا الحديث تكلمة للحديث (رقم ٥٢٨) وأخرجه من طرق: عن عطية، عن أبي سعيد. عبد الرزاق في تفسيره (رقم ٢٦٤٢) والحميدي (رقم ٧٧١) وسعيد بن منصور في تفسيره (رقم ٥٤٤) والإمام أحمد (رقم ١١٠٣٩، ١١٦٩٦) وعبد بن حميد (رقم ٨٨٦) والترمذي (رقم ٣٢٤٣) وقال: حديث حسن. وابن ماجه (رقم ٤٢٧٣) وابن أبي الدنيا في الأهوال (رقم ٥٠) وأبو يعلى (رقم ١٠٨٤) والطبراني في الكبير (رقم ١٢٦٧٠) وابن أبي داود في البعث (رقم ١٨) وابن حبان (رقم ٨٢٣) وأبو الشيخ في العظمة (٣/ ٨٥١، ٨٥٤) وابن فيل في جزئه (رقم ٩٢) والمخلص في المخلصيات (رقم ٢٣) والحاكم (رقم ٨٦٧٧) وقال: مدار هذا الحديث على أبي سعيد. وقال الذهبي: عطية ضعيف. وأخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم ٢١٨١، ٢١٨٢) وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٣٠، ٣١٢) والخطيب في تاريخه (٦/ ٣٦٥) وعبد الغني المقدسي في ذكر النار (رقم ١٣).