إسناده ضعيف لثلاث علل، وهي: عنعنة زكريا وهو مدلس، وسماعه من أبي إسحاق بعد الاختلاط، وجهالة ابن مَعْبَدٍ. وحذفه الألباني من "مختصر العلو" لنكارته. وسيأتي من هذا الطريق في الحديث التالي [٨١٣]. طريق ثالثة لحديث الحبشية ورد فيه ذكر "الجلوس" أيضاً: أخرجه العُقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٥٧) والطبراني في الأوسط (٦٥٥٩) وابن جميع الصيداوي في معجم شيوخه (ص ١٧٠ - ١٧١) وأبو نُعَيْمٍ في معرفة الصحابة (٢/ ٥١٢) والبيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٢٤٦) من طريق مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرُّعَيْنِيِّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَن جَابِرٍ، أنَّ النبي ﷺ تلقَّاه بعد قدومه من الحبشة، فَحَجَلَ جابرٌ (قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي مَشَى عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ) إعظامًا له ﷺ فأخبره جابرٌ بقصة الحبشية. إسناده ضعيف جدا، ومكيٌّ قال عنه الذهبي: له مناكير. وقال العُقيلي: حَدِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَلَا يُعْرَفُ إِلَّا بِهِ. الميزان (٤/ ١٧٩). والصواب من حديث أبي الزبير: ما أخرجه ابن ماجه (٤٠١٠) وأبو يَعْلَى (٢٠٠٣) وابن حبان (٥٠٥٨) وغيرهم من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن فِتْيَةٍ مُهَاجِرَةٍ ذكروا القصة للنبي ﷺ بعد رجوعهم، ولفظه: [سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ .. ]. صححه الألباني في سنن ابن ماجه وشعيب الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه أيضا. وانظر: مختصر العلو (٥٩). قال الألباني عن نسبة "الجلوس" لله ﷿: لم يرد في شيء من الأحاديث الصحيحة. السلسة الضعيفة (١٢/ ٩٥١). وقال أيضاً: وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح. الضعيفة (٢/ ٢٥٦). وانظر فيها: (٨٦٥) (٨٦٦) (٨٦٧) (٦٣٣٤) (٦٤٦٥). • مسألة: هل الكرسي الذي يضعه الله ﷿ يوم الحساب هو العرش؟ الجواب: لا، بل هو الكرسي، وقد ورد في حديث صريح صحيح قال النبي ﷺ: «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم … وينزل الله ﵎ في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي» وسيخرجه المصنف برقم [٨٦٣] وصححه الذهبي والألباني كما سيأتي هناك. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: (قال الحافظ أبو نُعَيْمٍ في كتاب «محجة الواثقين ومدرجة الوامقين» تأليفه: «وأجمعوا أن الله فوق سماواته، عالٍ على عرشه، مستوٍ عليه، له العرش المستوي عليه، والكرسي الذي وسع =