للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْحَارِثِ (١)، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ قُبْطِيَّتَيْنِ (٢)، ثُمَّ يُكْسَى النَّبِيُّ حِبَرَةً (٣) وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ (٤).

[٩٠٩] قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبَّاسٌ بْنُ عَبْدِ العَظِيمِ (٥): ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ (٦)، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ (٧)، سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: «إِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْبِحَارَ لَفِي الْهَيْكَلِ، وَإِنَّ الْهَيْكَلَ لَفِي الْكُرْسِيِّ، وَإِنَّ قَدَمَيْهِ لَعَلَى الْكُرْسِيِّ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْكُرْسِيَّ، وَقَدْ عَادَ الْكُرْسِيُّ كَالنَّعْلِ فِي قَدَمَيْهِ» (٨).


(١) عَبْدُ اللهِ بْنُ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ، أَبُو الوَلِيدِ البَصْرِيُّ، ثقة، ع. التقريب (٣٢٦٦).
(٢) القُبْطِيَّة: الثَّوب مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ رَقيقة بَيْضاء، وَجَمْعُهَا: القَبَاطِي، وَكَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى القِبْط، وهُم أَهْلُ مِصر، وضَمُّ الْقَافِ مِنْ تَغْيِيرِ النَّسب، وَهَذَا فِي الثِياب، فَأَمَّا فِي النَّاسِ فقِبْطِيٌّ، بِالْكَسْرِ. النهاية (٤/ ٦) مادَّة: قبط.
(٣) الحِبَرَةُ، بِوَزْنِ عِنَبَة: بُرْدٌ يمَانٍ، وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وحِبَرَات. النهاية في غريب الحديث (١/ ٣٢٨) مادَّة: حبر.
(٤) ابْنُ نُمَيْرٍ: ثقة، مضى [٨٦٨]. والْمِنْهَالُ بنُ عَمْرٍو: صدوق ربما وهم، مضى [٨٦٣].
انظر تخريجه في مختصر العلو (ص ١٢٥) والمطالب العالية (٤٥٧٩)، وصححه الألباني. وسيأتي بنحوه من حديث أبي هريرة مرفوعا [١٢٢٥].
(٥) العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العَظِيْمِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ تَوْبَةَ العَنْبَرِيُّ، أَبُو الفَضْلِ البَصْرِيُّ، ثقة حافظ، توفي سنة (٢٤٠ هـ). التقريب (٣١٧٦).
(٦) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَبُو هِشَامٍ اليَمَانيُّ الصَّنْعانيُّ، صدوق. التقريب (٤٦٤). وعبد الصمد هذا: عَمُّهُ.
(٧) عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهِ بْنِ كَامِلٍ الْيَمَانِيُّ، صدوق، توفي سنة (١٨٣ هـ)، فق. التقريب (٤٠٨٢) وَوَهْبٌ: عَمُّهُ.
(٨) إسناده حسن، وهو من الإسرائيليات. وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: ثقة، مضى [٧٤٩].
الخبر أخرجه عبد الله في كتاب السنة (١٠٩٢)، ومنه اقتبس المصنِّف. وقد اختصره، وتمامُهُ: [وَسُئِلَ وَهْبٌ: مَا الْهَيْكَلُ؟ فَقَالَ: «شَيْءٌ مِنْ أَطْرَافِ السَّمَاءِ مُحَدَّقٌ بِالْأَرَضِينَ وَالْبِحَارِ كَأَطْنَابِ الْفُسْطَاطِ». وَسُئِلَ وَهْبٌ عَنِ الْأَرَضِينَ كَيْفَ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ سَبْعُ أَرَضِينَ مُمَهَّدَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَرَضِينَ بَحْرٌ، وَالْبَحْرُ الْأَخْضَرُ مُحِيطٌ بِذَلِكَ، وَالْهَيْكَلُ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ»].

أورده الذهبي في العلو (٣٥٨) عن عبد الله بن أحمد من كتابه السنة، بتمامه، ثم قال: [كَانَ وهب من أوعية الْعُلُوم لَكِن جلّ علمه عَن أَخْبَار الْأُمَم السالفة، كَانَ عِنْده كتب كَثِيرَة إسرائيليات كَانَ ينْقل مِنْهَا، لَعَلَّه أوسع دَائِرَة من كَعْب الْأَحْبَارِ، وَهَذَا الَّذِي وَصفه - من الهيكل وَأَن الْأَرْضين السَّبع يتخللها الْبَحْر وَغير ذَلِك - فِيهِ نظر، وَالله أعلم، فَلَا نرده، وَلَا نتخذه دَلِيلًا].
وأخرجه ابن جرير في تاريخه (١/ ٤١) وأبو الشيخ في العظمة (٥٧٠) (٩١٦) (٩١٧) من طريق عبد الصمد، به.