للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رُوِيَ من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بخلاف هذا، وهو مُنْكَرٌ، رواه مسلم والإمام أحمد (١)، وهو عندنا في جُزْءِ مُحَمَّدِ بْنِ الفَرَجِ


(١) أخرجه أحمده (٨٣٤١) ومسلم (٢٧٨٩) - (٢٧) وغيرهما من طريق حَجَّاجِ بْن مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِي فَقَالَ: «خَلَقَ اللهُ ﷿ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ». واللفظ لمسلم. عبد الله بن رافع: ثقة، مضى [٩٥٥].
وفي هذا الحديث أن الخلق كان في سبعة أيام.
إنَّ المصنف - كما ترى - ضَعَّفَ هذا الحديث الذي أخرجه مسلم ووصفه بالمنكَر، وَمِنْ قَبْلِهِ أعلَّه يحيى بن مَعِينٍ وعلي ابن الْمَدِينِيِّ والبخاري وابن تيمية وابن كثير وغيرهم.
وعلَّقه البخاري في تاريخه مختصراً من طريق إسماعيل بن أمية، ثم قال: (وقَالَ بعضهم: عن أبي هريرة، عَنْ كَعْبٍ، وهو أصح).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هُوَ حَدِيثٌ مَعْلُولٌ قَدَحَ فِيهِ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ كَالْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ … وَبَيَّنُوا أَنَّهُ غَلَطٌ لَيْسَ مِمَّا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ، وَهُوَ مِمَّا أَنْكَرَ الْحُذَّاقُ عَلَى مُسْلِمٍ إخْرَاجَهُ إيَّاهُ.
وقد أجاب عن هذه العلل الشيخ المعلِّمي بتفصيلٍ، وأجاب عنها الألباني أيضاً، وغيرهم.
التاريخ الكبير (١/ ٤١٣) الأسماء والصفات (٨١٣) مجموع الفتاوى (١/ ٢٥٦) (١٧/ ٢٣٥ - ٢٣٦) (١٨/ ١٨، ٧٣)، تفسير ابن كثير (١/ ٢١٥) (٣/ ٤٢٦) الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين لجمال الدين القاسمي (٤٣٢) الأنوار الكاشفة لعبد الرحمن المعلِّمي (ص ١٨٨) مشكاة المصابيح (٥٧٣٤) السلسلة الصحيحة (١٨٣٣).