(٢) فوائد من الحديث: * فيه بيان أن دخول الجنة بفضل الله ورحمته، والعمل سبب الدخول كما قال تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٣٢)﴾ فمن أتى بالسبب وهو العمل نالته الرحمة وأدخله الله الجنّة، ومن لم يأت بالسبب ومات على الشرك لا تناله الرحمة. المنحة في شرح البخاري (١٠/ ٢٢٣). * قوله: "وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ" إذا وفّق الله العبد وسدّده استقام عمله وصح، وإلا فالعمل وحده لا ينجيه؛ لأنه قد يدخله الرياء أو الردة فيحبط العمل. المنحة (٤١٤). (٣) أخرجه مسلم في كتاب صفة القيامة والجنِّة والنَّار، باب لن يدخل أحد الجنَّة بعمله بل برحمة الله (٧٦ - ٢٨١٦) بلفظ: "برحمة منه وفضل"، ورواية صاعد بن محمد في "جزئه" مفقودة، وسيأتي تخريجه مفصلًا في حديث رقم (١٢٤). (٤) أسد بن كرز بن عامر القسري البجلى، لقبه: سليم، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. التاريخ للبخاري (٢/ ٤٩ رقم الترجمة ١٦٤٤)، الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٧٩ رقم الترجمة ٢٨). (٥) البخاري في "التاريخ الكبير" بلفظ: "يا أسد بن كرز! لا تدخل الجنَّة بعمل ولكن برحمة الله ولا أنا إلا أن يتلافاني الله -أو يتغمدني منه برحمة"، شك عبد السلام. (٢/ ٤٩ رقم الترجمة ١٦٤٤). (٦) أسلم العدوي، مولى عمر ثقة مخضرم ع. التقريب (رقم الترجمة ٤٠٦). (٧) فوائد من الحديث: * فيه إثبات الرحمة لله ﷿، فالله تعالى موصوف بالرحمة كما يليق بجلاله وعظمته، فهو سبحانه أرحم بعباده. * فيه إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه في جميع أموره بالله وحده، وأن كل من فُرِض أن فيه رحمة ما حتى يقصد لأجلها، فالله ﷾ أرحم منه، فليقصد العاقل لحاجته من هو أشد له رحمة. انظر: ما نقله ابن حجر عن الشيخ ابن أبي جمرة في "فتح الباري" (١٠/ ٤٣١). (٨) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقة (٥٩٩٩)، وأخرجه مسلم في كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (٢٢ - ٢٧٥٤)، وأخرجه الطبراني "الصغير" (٢٧٢)، وله في "الأوسط" (٣٠١١).