للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٢ - قال البخاري في الأدب: حدثنا عبد الله بن محمد (١)، ثنا مروان (٢)، ثنا يزيد بن كيسان (٣)، عن أبي حازم (٤)، عن أبي هريرة قال: أَتَى النَّبيّ رَجُلٌ وَمَعَهُ صَبِيٌّ، فَجَعَلَ يَضُمُّهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبيّ : "أَتَرْحَمُهُ؟ "قال: نَعَمْ، قال: "فَاللهُ أَرْحَمُ بِكَ مِنْكَ بِهِ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين".

رواه النسائي في النعوت، وعلي بن المديني في الخامس من العلل رواية الباغندي (٥).

١٣٣ - وفي حديث أبي هريرة، وحديث أبي سعيد: "أنَ اللهَ قَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ (٦)، وقال لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أَعذّب بِكِ مَنْ شِئْتُ" (٧).

قال الله: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧)[آل عمران: ١٠٧] وقال: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ﴾ [سورة الجاثية: ٣٠] يعني: بها جنته (٨).

قال محمد بن نصر المروزي: والمطر رحمة من الله على معنى: أن الله رحم به بعض خلقه فسماه رحمة لأنَّه حَدَثَ عن رَّحمة الله (٩).


(١) عبد الله بن محمد بن عبد الله الجعفي، أبو جعفر، المعروف بالمسنَدي، ثقة حافظ، جمع المسند. خ ت. التقريب (رقم الترجمة ٣٥٨٥).
(٢) مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء الفزاري أبو عبد الله، ثقة حافظ، وكان يدلس أسماء الشيوخ. ع. التقريب (رقم الترجمة ٦٥٧٥).
(٣) يزيد بن كيسان اليشكري، أبو إسماعيل أو أبو منين الكوفي صدوق يخطئ. بخ م ٤. التقريب (رقم الترجمة ٧٧٦٧).
(٤) سلمان، أبو حازم الأشجعي الكوفي، ثقة [سبقت ترجمته بحديث رقم (١٨)].
(٥) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٧٧)، كما أورده المصنف عنه، ورواه النّسائي في "النعوت" (٥٣).
ورواية الباغندي لابن المديني في "العلل" مفقودة، ومن طريق ابن المديني أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦٧٣٢).
ورواه ابن مندة في "التوحيد" (٣٦٠)، من طريق مروان بن معاوية، به.
الحكم على الحديث: صحح إسناده الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (ص ١٥٠) رقم (٣٧٧/ ٢٩٠).
(٦) المعنى: أنه من دخل الجنَّة فبرحمة الله تعالى. المنحة في شرح البخاري للراجحي (١١/ ٤١٩)
(٧) قد مضى تخريجه في حديث رقم (٥٣).
(٨) الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٨٥)، والسمعاني في "تفسيره" (٥/ ١٤٥).
(٩) لم أقف عليه فيما بين يدي من كتب المروزي.