للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَلَغَتْ، فَيُكْتَبُ الله لَهُ بِها رِضْوَانُهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاه، وَإِن أَحَدَكُمْ لَيَتكلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا عَليه سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقاه".

هو في الثاني من حديث على بن حُجْر (١).

رواه مالك، عن محمد بن عمرو (٢)، وليس لمالك عن محمد بن عمرو من المسند غير هذا الحديث. قالى ذلك ابن عبد البر (٣) .. وهو حديثٌ حسنٌ صحيح (٤).

٢٠٨ - قال أبو حفص بن شاهين (٥) هذا الواعظ: حدثنا محمد بن داود بن سليمان الهمداني (٦)، ثنا الحسين بن على بن الأسود العجليّ (٧)، ثنا عمرو بن محمد العَنْقَزي، عن سفيان، عن أبي إسحاق (٨)، عن


(١) علي بن حُجْر بن إياس السعدي المروزي، نزيل بغداد ثم مرو، ثقة حافظ. خ م ت س. التقريب (رقم الترجمة ٤٧٠٠).
(٢) رواية مالك عن محمد بن عمرو عن أبيه عن بلال بن الحارث، وغير مالك يقول في هذا الحديث: عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن بلال، فهو في رواية مالك غير متصل، وفي رواية من قال: عن أبيه عن جده متصل مسند. انظر: التمهيد لابن عبد البر (١٣/ ٤٩).
(٣) ذكره ابن عبد البر في "التمهيد" (٤٨/ ١٣).
وابن عبد البر هو: هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النّمري، أبو عمر المالكي، شيخ الإسلام، حافظ المغرب، صاحب التصانيف الفائقة منها (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)، فقد جمع وصنَّف ووثّق وضعَّف، كان أولًا أثريًا ظاهريًا فيما قيل، ثم تحوّل مالكيًا مع ميل بيّن إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك، مات سنة (٤٦٣ هـ). انظر: السير للذهبي (١٨/ ١٥٣ رقم الترجمة ٨٥).
(٤) رواه إسماعيل بن جعفر في "حديث علي بن حجر" (٢٢٧)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (٤١٢٤)، ومالك في "الموطأ" (٣٦١١) (٨١٦)، والترمذي في "السنن" (٢٣١٩)، وابن ماجه في "السنن" (٣٩٦٩)، وابن حبان في "الصحيح" (٢٨١)، والحاكم في "المستدرك" (١٣٨) و (١٣٩) و (١٤٩)، وأحمد (١٥٨٥٢)، وعبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (٣٥٨)، والطبراني في "الكبير" (١/ ٣٦٧) رقم (١١٢٨)، وسعيد بن منصور في "التفسير" (٦٠٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٦٠٦)، وقوام السنة في "الحجة في بيان الحجة" (٢٦٢).
الحكم على الحديث: صححه ابن حبان والحاكم، وكذلك الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٥٤٩) وما بعدها، رقم (٨٨٨).
(٥) عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد البغدادي، أبو حفص، المعروف بابن شاهين، الصدوق الحافظ، شيخ العراق وصاحب (التفسير الكبير)،
ثقة مأمون، صنَّف ما لم يصنفه أحد، روى عنه: أبو بكر البرقاني، مات سنة (٣٨٥ هـ). انظر: السير للذهبي (١٦/ ٤٣٢ رقم الترجمة ٣٢٠).
(٦) محمد بن داود بن سليمان بن جندل، أبو عيسى الهمداني، كوفي قدم بغداد، حدث عن: الحسين العجلي والحسن بن عرفة، وعنه: أبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس. انظر: تاريخ بغداد (٢/ ٣٢٣ رقم الترجمة ٨٢٣).
(٧) الحسين بن علي بن الأسود العجلي، صدوق يخطئ كثيرًا، وعمرو بن محمد العَنْقَزي، الثقة. [سبقت ترجمتهما بحديث رقم (٢١)].
(٨) عمرو بن عبد الله بن عبيد ويقال علي، أبو إسحاق السَبِيعي، ثقة مكثر عابد، اختلط بأخرة. ع. التقريب (رقم الترجمة ٥٠٦٥).