للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَلَّغُوهُ عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ (١)، وَاختِلَافِ الْأَهْوَاءِ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فِي آخِرِ مَا نزل: ﴿فَإِنْ تَابُوا﴾ [سورة التوبة: ٥] قَال: خَلَعُ الْأَوْثَانِ وَعِبَادَتِهَا ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾ [سورة التوبة: ٥]، وقال في آيَةٍ أخرى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾] [سورة التوبة: ١١] رواه ابن ماجه (٢).

٢٤٩ - أخبرني أبو الحجاج الحافظ (٣)، أنا أبو الحسن بن البخاري، أنبأ أبو جعفر الصيدلاني، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن حماد بن زُغْبه (٤)، نا سعيد بن أبي مريم (٥)، أنا يحيى بن أيوب (٦) قال: حدثني عمارة بن غَزِيّة (٧)، قال: سمعت أبا النَّضر (٨) يقول: سمعت عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة: فَقَدْتُ رَسُولُ اللَّهِ [لَيْلةً]، وَكَانَ مَعِي عَلَى فِرَاشِي، فَوَجَدْتُهُ سَاجِدًا مُسْتَقْبِلا بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ الْقِبْلَةَ، فَسَمِعْتُهُ يقول: "أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وبِمَغْفِرَتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ، أُثْنِيَ عَلَيكَ لا أَبْلَغُ كُلَّ مَا فِيك ". فلما انصرف قال: "يَا عَائِشَةُ أَخَذَكِ شَيطَانُكِ؟ " فقلت: أَمَّا لَكَ شَيْطَانٌ؟ قال: "مَا مِن آدَمِيٍّ إِلَّا وَلَهُ شَيْطَانٌ" قُلْتُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَأَنَا، وَلَكِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ، فَأَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ".


(١) معنى (هرج الأحاديث): قال ابن الأثير في "النهاية": " هَرْجٌ: أي قِتالٌ واختلاطٌ، وَقَدْ هَرَجَ النَّاسُ يهرِجُونَ هَرْجًا، إِذَا اخْتَلَطُوا. وأصل الهَرْج: الكثْرةُ في الشَّيء والاتِّساع" (٥/ ٢٥٧)، قلت: فهرج الأحاديث: كثرتها واختلاطها.
(٢) رواه ابن ماجه في "السنن" (٧٠)، والحارث في "مسنده" (٧)، والبزار في "مسنده" (٦٥٢٤)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١)، والحاكم في "المستدرك" (٣٢٧٧)، والبيهقي بنحوه في "شعب الإيمان" (٦٤٤٠).
الحكم على الحديث: قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: صدر الخبر مرفوع، وسائره مدرج فيما أرى، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير وزيادته" (١/ ٨٢٤) رقم (٥٧١٩).
(٣) رجال الإسناد: يوسف بن عبد الرحمن المزي أبو الحجاج، وعلى بن أحمد بن عبد الواحد البخاري [سبقت ترجمتهما بحديث رقم (٦٨)].
(٤) أحمد بن حماد بن مسلم، أبو جعفر المصري، لقبه: زغبه، صدوق. س. التقريب (رقم الترجمة ٢٨).
(٥) سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم المعروف بان أبي مريم، ثقة ثبت فقيه [سبقت ترجمته بحديث رقم (٩)].
(٦) يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس المصري، صدوق ربما أخطأ [سبقت ترجمته بحديث رقم (٩)].
(٧) عمارة بن غَزِيِّة بن الحارث الأنصاري المازني المدني، لا بأس به وروايته عن أنس مرسلة. خت م ٤. التقريب (رقم الترجمة ٤٨٥٨).
(٨) سالم بن أبي أمية أبو النضر، مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني، ثقة ثبت، وكان يرسل. [سبقت ترجمته بحديث رقم (٧٨)].