كتاب صفات رب العالمين - رسائل جامعية - ناقص

جـ ٣: تحقيق أمامة بنت محمد المهدي - ١٢ - باب ما ورد في أن الله يعجب - ج: 3 - ص: 310

ثنا عبد الله بن هاشم الطوسي (١)، ثنا سفيان، عن أبي الزَّنَّاد (٢)، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النَّبيّ ﷺ قال: "إنَّ اللِّهَ ليَعْجَبُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهما الْآخَرَ فيَدْخلان الجنَّةَ (٣) … " (٤). (٥).

أخرجه مسلم، عن ابن أبي عمر (٦)، عن سفيان.

٣٠٠ - أخبرني الذهبي، أخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليُمن الكِنْدِي، أنبأ عبد الله بن محمد البيضاوي (٧)، أنا أحمد بن محمد بن النَّقور، أنبأ عيسى بن علي الوزير (٨)، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا كامل بن طلحة (٩)، ثنا ابن لهيعة، عن أبي عشَّانة (١٠)، عن عقبة بن عامر (١١) قال: قال رسول الله ﷺ: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنَ الشَّابِّ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ (١٢) ".

---

(١) عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي، أبو عبد الرحمن الطوسي، سكن نيسابور، ثقة، صاحب حديث. [سبقت ترجمته بحديث رقم (١٢٩)].
(٢) عبد الله بن ذكوان أبو الزناد، ثقة فقيه [سبقت ترجمته بحديث رقم (٥٣)].
(٣) معنى الحديث: كافر ومسلم اقتتلا في حرب، فقتل الكافر المسلم، ثم أسلم الكافر فقاتل في سبيل الله فقُتِل. الراجحي في "منحة الملك الجليل" (٦/ ٦٦).
فائدة من الحديث: قال ابن عبد البر في "التمهيد": دليل على أن كل من قُتل في سبيل الله فهو في الجنة لا محالة إن شاء الله. (١٨/ ٣٤٤)
(٤) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر … (١٢٨ - ١٨٩٠) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم … (٢٨٢٦) من طريق أبي الزناد، كلاهما بلفظ: (يضحك الله)،
وورد لفظ: (يتعجب ويعجب) عند النسائي في "الكبرى" (٤٣٥٨)، وله في "السنن" (٣١٦٥) عن محمد بن منصور، عن سفيان.
(٥) كتب المؤلف في الحاشية: هو في آخر الأربعين للجوزقي، عن الدغولي، ومكي بن عبدان.
(٦) محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي العدني، صدوق صنف المسند، قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة. [سبقت ترجمته بحديث رقم (٢٠٣)].
(٧) عبد الله بن محمد البيضاوي، أبو الفتح الحنفي، قال السمعاني: شيخ صالح متواضع متحرٍ في قضائه الخير، متثبت، مات سنه (٥٣٧ هـ). انظر: السير (٢٠/ ١٨٢ رقم الترجمة ١١٧).
(٨) عيسى بن علي بن عيسى البغدادي، أبو القاسم الوزير، كان ثبت السماع، صحيح الكتاب [سبقت ترجمته بحديث رقم (٢٩٥)].
(٩) كامل بن طلحة الجحدري، أبو يحيى البصري، لا بأس به [سبقت ترجمته بحديث رقم (١٩٦)].
(١٠) حَيِّ بن يُومِن أبو عُشّانه المصري، ثقة مشهور بكنيته. بخ د س ق. التقريب (رقم الترجمة ١٦٠٣).
(١١) عقبة بن عامر الجهني، صحابي مشهور، ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين وكان فقيهًا فاضلًا. ع. التقريب (رقم الترجمة ٤٦٤١).
(١٢) معنى (صَبْوَة): قال ابن الأثير في "النهاية": أي ميل إلى الهوى. (٣/ ١١).
فائدة من الحديث: قال ابن القيم: في بيان أشق الصبر على النفوس: مشقة الصبر بحسب قوة الداعي إلى الفعل وسهولته على العبد، فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمران كان الصبر عنه أشق شيء على الصابر، وإن فُقدا معا سهُل الصبر عنه، وإن وجد أحدهما وفُقِد الآخر سهل الصبر من وجه وصعب من وجة. فمن لا داعي له إلى القتل والسرقة وشرب المسكر وأنواع الفواحش ولا هو سهل عليه فصبره عنة من أيسر شيء عليه وأسهله، =