للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ [سورة الأنعام: ٩١] وهَلْ هَلَكَتِ المَجُوسُ إِلا مِنْ جِهَةِ التَّعْظِيمِ، قَالُوا: اللَّهُ أَعْظَم مِنْ أَنْ نَعْبُدَهُ، وَلَكِنْ نَعْبُدُ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْه منَا، فَعَبَدُوا الشَّمْسَ وَسَجَدُوا لَهَا".

أخرجه أبو يعلى الفرَّاء في إبطال التَّأويل (١).

٣٢٣ - وقال المَرُّوذي (٢): سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، عن عبد الله التيمي (٣) فقال: صدوق، وقد كَتَبت عنه، ولكن حكي عنه أنَّه ذكر حديث الضَّحك، فقال: مثل الزَّرع وهذا كلام الجهمية (٤). (٥)

٣٢٤ - وقال الإمام أحمد في رواية حنبل عنه: "يضْحَكُ الله ولا نَعْلَم كَيفَ ذَلك" (٦).

٣٢٥ - وقال أبو معمر الهذلي (٧): منْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَتَكَلَّمُ وَلا يُبْصِرُ - وَلا يَسْمَعُ وَلا يَضْحَكُ وَلا يَعْجَبُ وَلا يَغْضَبُ، فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ" (٨).

٣٢٦ - وقال حماد بن زيد: مثَلُ الْجَهْمِيَّةِ مَثَلُ رَجلٍ قِيلَ لَهُ: فِي دَارِكَ نَخْلَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: فَلَهَا خُوصٌ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَلَهَا أَصْلٌ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَلا نَخْلَةَ فِي دَارِكَ، فهَؤُلاءِ الَجْهْمِيَّةُ قِيلَ لَهُمْ: لَكُمْ رَبٌّ


(١) ذكره أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (٢٧).
(٢) أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، أبو بكر، الإمام الفقيه المحدَّث، نزيل بغداد وصاحب الإمام أحمد، حدَّث عنه ولازمه، وكان من أجلِّ أصحابه، روى عنة: أبو بكر الخلِّال، ومحمد بن مخلد، مات سنة (٢٧٥ هـ). انظر: السير (١٣/ ١٧٣ رقم الترجمة ١٠٣).
(٣) عبد الله التيمي. لم أعرف من هو.
(٤) وذلك أن الجهمية قالوا: ضحك الله: كناية عن إعطائه الثواب والنعم والفضل، كما عند أهل اللغة يقال: ضحكت الأرض: إذا أخرجت نباتها وزهرتها. ابن الأثير في "النهاية" (٣/ ٧٦).
(٥) رواه ابن بطة عن المروزي في "الإبانة الكبرى" (٨٣)، وأبو يعلى في "إبطال التأويلات" (٥٨)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان الحجة" (١/ ٤٨٣) ولم أجدها في العلل رواية المرُّوذي.
(٦) رواه أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (١٠) وَ (٢١١)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (١/ ٤٧٣)، وذكرها الذهبي في السير في ترجمة أبي معمر الهذلي (١١/ ٧٠).
(٧) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي، أبو معمر القطيعي، ثقة مأمون. كان ممن أُخذ في عنة القرآن فأجاب، فلما خرج، قال: كفرنا وخرجنا. وكان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن أحدٍ ممن امتحن فأجاب. خ م س. التقريب (رقم الترجمة ٤١٥)، السير (١١/ ٦٩ رقم الترجمة ٢٧).
(٨) رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (٥٣٥)، وأبو يعلى الفرّاء في "إبطال التأويلات" (٣٦)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (١/ ٤٧٧).