للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثنا بقية بن الوليد (١)، عن معاوية بن سعيد (٢)، حدثني عبد الله بن السائب (٣)، عن عطاء بن أبي رباح (٤) قال: سألت الوليد بن عبادة (٥): كيف كان وصية أبيك حين حضرته الوفاة؟ قال: أي بني سمعت رسول الله يقول: "أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ. قَالَ: اكْتُبْ. قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: اكْتبِ الْقَدَرَ، فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السِّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ" (٦) (٧).

وبهذا الإسناد إلى ابن أبي عاصم، رواه (ت) لعطاء وقال: "حسن صحيح غريب" (٨).

وقال عبد الرحمن بن علي بن علقمة (٩):


= (رقم: ٦٣٠٤).
(١) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي، أبو يُحْمِد، صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، من الثامنة. خت م ٤. التقريب (رقم: ٧٣٤).
(٢) معاوية بن سعيد بن شريح التُجِيبي، المصري، ويقال معاوية بن يريد، مقبول، من السابعة. ت. التقريب (رقم: ٦٧٥٧).
(٣) عبد الله بن السائب بن يزيد الكندي، أبو محمد المدني، ابن أخت نمر، وثقه النسائي، من الرابعة. بخ دت. التقريب (رقم: ٣٣٣٨).
(٤) عطاء بن أبي رَبَاح، واسم أبي رباح: أسلم القرشي، مولاهم المكي، ثقة، فقيه، فاضل، لكنه كثير الإرسال، من الثالثة، وقيل: إنه تغير بأخرة ولم يكثر ذلك منه. ع. التقريب (رقم: ٤٥٩١).
(٥) الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري المدني، أبو عبادة، ولد في عهد النبي ، وهو ثقة، من كبار الثانية. خ م ت س ق. التقريب (رقم: ٧٤٣٠).
(٦) رواه ابن أبي عاصم في السنة برقم (١٠٤)، والفريابي في القدر برقم (٤٢٥)، والشاشي في مسنده برقم (١١٩٢)، والآجري في الشريعة برقم (٤٣٩)، وابن بطة في الإبانة الكبرى برقم (١٤٤٦)، والبيهقي في القضاء والقدر برقم (٤٨٦)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد برقم (١٠٩٧)، والضياء في المختارة برقم (٤٢٩) بنحوه. وقال الضياء: إسناده حسن. وقال الألباني في ظلال الجنة (١/ ٤٩): حديث صحيح، رجاله موثقون، ومعاوية بن سعيد وثقه ابن حبان وروى عنه جمع كثير فالإسناد حسن لولا عنعنة بقية، لكنه يتقوى … بجملة من الطرق والمتابعات.
(٧) في هذه الأحاديث بيان أن القلم أمر بالكتابة عند أول خلقه، ولم يكن هناك فاصلًا بين خلقه وبين الكتابة، وهذا هو القول الراجح، ولم يرد به - أول ما خلق الله القلم - الإخبار عن أولية المخلوقات وإنما أريد الإخبار بأن الكتابة وقعت بعد خلق القلم مباشرة بدون فاصل، ويكون خلق العرش والماء قبل خلق القلم، لأنه في حالة الكتابة كان العرش والماء موجودين، وهما أول المخلوقات على القول الراجع. انظر: شرح العقيدة الواسطية للغنيمان (ص: ٣٨٧ - ٣٨٨).
(٨) رواه الترمذي في سننه (٥/ ٢٨١) برقم (٢١٥٥) و (٣٣١٩) بنحوه.
(٩) هو حفيد الشاعر المشهور علقمة الفحل، ولم أقف له على ترجمة.