للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن شريح (٢) عن أبي صخر حميد بن زياد، وقال:

"وَذَلِكَ فِي قَدَرِيَّةٍ وَزَنْديقِيَّةٍ (٣) " (٤).

قال عثمان: "والتجهم (٥) عندنا باب كبير من الزندقة، يستتاب أهله فإن تابوا وإلا قتلوا" (٦).

٢٦٧ - وقال خُشيش: حدثنا المقرئ (٧)، ثنا سعيد بن أبي أيوب (٨)، حدثني أبو صخر، عن نافع، قال: كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه فكتب إليه ابن عمر مرة: "إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "سَيَكُونُ فِي أمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ" (٩).

أبو صخر حميد بن زياد الخراط: ضعيف الحديث قاله يحيى بن معين في رواية ابن أبي


(٢) حَيْوَة بن شريح صفوان التجيي، ثقة ثبت. سبقت ترجمته في الحديث رقم (٢).
(٣) أي مُلْحِد ودَهْرِيّ. انظر: لسان العرب (١٠/ ١٤٧).
(٤) رواه الدارمي في نقضه على المريسي (٢/ ٩٠٢).
(٥) الجهمية: نسبة إلى الجهم بن صفوان، حيث كان أول من اشتق هذا الكلام من كلام السمنية - صنف من العجم بناحية خراسان وكانوا شككوه في دينه حتى ترك الصلاة أربعين يوما وقال لا أصلي لمن لا أعرفه - ثم اشتق هذا الكلام، وبنى عليه من بعده. ومن عقائدهم: أن الله لا يوصف بشيء مما يوصف به العباد، فلا يجوز أن يقال في حقه: أنه حي أو عالم أو مريد لأن هذه صفات تطلق على العبيد، وقال: إنما يقال في وصفه: أنه قادر موجد فاعل محيي لأن هذه الصفات لا تطلق على العبيد، وأن الجنة والنار تبيدان وتفنيان، والقول: بخلق القرآن، ونفي رؤية الله - سبحانه -، وأن الإيمان هو المعرفة باللّه تعالى فقط، وأنه لا يتبعض ولا يتفاضل أهله فيه، والكفر هو الجهل بالله تعالى فقط. وأن العباد غير مكتسبين ولا قادرين على أفعالهم وإنما تنسب الأعمال إليهم مجازًا، وأن علم الله تعالى حادث. وغيرها من بدع الضلال. انظر: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع (ص:٩٦ - ٩٩)، والفرق بين الفرق (ص:٢٠٨ - ١٩٩) والتبصير في الدين للأسفراييني (ص: ١٠٧ - ١٠٨)، ومقالات الإسلاميين (ص: ١٣٢ - ٢٨٠).
(٦) نقض الإمام عثمان بن سعيد على المريسي (٢/ ٩٠٤).
(٧) عبد الله بن يزيد المكي، أبو عبد الرحمن المقرئ، ثقة، سبقت ترجمته في الحديث رقم (٢).
(٨) سعيد بن أبي أيوب الخزاعي ثقة ثبت، سبقت ترجمته في الحديث رقم (٢١٣).
(٩) رواه أحمد في مسنده برقم (٥٦٣٩)، وأبو داود في سننه برقم (٤٦١٣). وقال الألباني في صحيح الجامع الصغير (١/ ٦٨٤): صحيح.