للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٢٠ - ذكر أبو إسماعيل الأنصاري (١) في الفاروق بإسناد لا أعرفه: عن معن بن زائدة (٢)، عن ميمون بن الأَصْبغ النَّصِيبي (٣)، أنه سمع أحمد بن حنبل، يقول للمأمون: يا أمير المؤمنين حدثني عبد الرزاق (٤)، ثنا معمر (٥)، عن الزهري، عن عكرمة (٦)، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "إِلهَي وَسَيِّدِي أَرِنِي أَنْظُرُ إِلَيْكَ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ، يَا مُوسَى إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيَّ، وَمَا رَأَتْنِي عَيْنٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عَمِيتْ وَلَا نَفْسٌ إِلَّا عَطُبَتْ وَمَاتَتْ، قَالَ مُوسَى: إِلَهي وَسَيِّدِي أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَأَعْمَى، فَأَوْحَى اللّهُ إِلَيْهِ: يَا مُوسَى إِنْ (أنت أتيت فأْتِ الحذر) (٧) فَإِنِّي مُتَجَلي لِلْجَبَل (٨)، ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (٩) وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣] (١٠) " (١١).

وهذا حديث موضوع وباطل، ما تفوه به الإمام أحمد قط.

وقد روي عن: ميمون بن الأصبغ، حكاية طويلة في المحنة، تدل على أنه من الكذابين، إن صحت إليه.

٣٢١ - وفي حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي : "يَجْمَعُ اللّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمِيقَاتِ (١٢) يوِمٍ مَعْلُوِمٍ قيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً، شَاخصَةً (١٣) أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ


(١) عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي. شيخ الإسلام، إمام، حافظ. سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٠٩).
(٢) لم يتبين لي من هو.
(٣) ميمون بن الأصبغ بن الفرات النصيبي، أبو جعفر، مقبول، من كبار الحادية عشرة. س. التقريب (رقم: ٧٠٤٣).
(٤) هو: عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم أبو بكر الصنعاني.
(٥) معمر بن راشد الأزدي، ثقة، ثبت. سبقت ترجمته في الحديث رقم (٢٢).
(٦) عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، ثقة، ثبت. سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٠٨).
(٧) أقرب قراءة لها.
(٨) تجلى أي: ظهر وبان. انظر: لسان العرب (١٤/ ١٥١).
(٩) دكك: الدك: هدم الجبل. ومكان دك أي: مستو. انظر: لسان العرب (١٠/ ٤٢٤ - ٤٢٥).
(١٠) الصعق: أن يغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيرا.
والصعقة المراد بها هنا: المرة الواحدة منه. انظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ٣٢).
(١١) كتاب: الفاروق في الصفات للهروي، لم أقف عليه، ولعله مفقود.
(١٢) التأقيت: أن يجعل للشيء وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة. يقال: وقت الشيء يوقته. ووقته يقته، إذا بين حده. ثم اتسع فيه فأطلق على المكان، فقيل للموضع: ميقات. انظر: النهاية لابن الأثير (٥/ ٢١٢).
(١٣) شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر وانزعاجه. انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٤٥٠).