للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ (١): سمعت يحيى بن عمار (٢)، يقول: قرأت على محمد بن الفضل (٣)، عن جده محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: "إن المؤمنين لم يختلفوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم المعاد في الآخرة، ومن أنكر رؤية المؤمنين خالقهم يوم المعاد فليسموا بمؤمنين، عند المؤمنين، هم أسوأ حالًا في الديانة من اليهود والنصارى والمجوس. كما قال ابن المبارك: نحن نحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نقدر أن نحكي كلام الجهمية" (٤).

وذكر أبو إسماعيل: عن أحمد بن صالح المصري (٥): "من أنكر الرؤية فهو كافر بالله" (٦).

وعن أبي زرعة، وأبي حاتم: من قال: "إن الله لا يُرى في الآخرة فهو كافر".

٤٦١ - عن أبي بكر بن عمارة بن روبية (٧)، عن أبيه (٨)، قال: نَظَرَ النَّبِي إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: "إِنَّكمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُونَ (٩) فِي رُؤْيَتهِ".

رواه أبو نعيم الأصبهاني: من حديث المغيرة بن عبد الله (١٠)، و (الذيّال) (١١) بن عيسى، وإسماعيل بن عياش (١٢)، عن


(١) عبد الله بن محمد الهروي الحافظ العارف. شيخ الإسلام، إمام، حافظ. سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٠٩).
(٢) يحيى بن عمار بن يحيى بن العنبس الشيباني النيهي السجستاني. أبو زكريا. مات سنة: (٤٢٢ هـ) روى عن: أبيه، وأبي علي حامد بن محمد الرفاء، وغيرهما. روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأبو نصر الطبسي، وغيرهما. الإمام الواعظ. كان شيخ تلك الديار دينًا وعلمًا وصيانةً وتسننًا، وكان متصلبًا على المبتدعة والجهمية، وقد فسر القرآن من أوله إلى آخره للناس. انظر: تاريخ الإسلام (٩/ ٣٨٤ - ٣٨٥) (رقم: ٨٤).
(٣) محمد بن الفضل بن محمد السلمي. أبو طاهر. مات سنة: (٣٨٧ هـ). سمع من: جده، ومحمد بن إسحاق السراج، وغيرهما. روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وغيرهما. انظر: تاريخ الإسلام (٨/ ٦٢٥ - ٦٢٦) (رقم: ٢٧٦).
(٤) التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٥٨٧).
(٥) أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر بن الطبري، ثقة. سبقت ترجمته في الحديث رقم (١٠٣).
(٦) لعله في الفاروق، ولم أقف عليه.
(٧) أبو بكر بن عمارة بن رُويبة الثقفي الكوفي، مقبول، من الثالثة. م د س. التقريب (رقم: ٧٩٨٣).
(٨) عمارة بن رُويبة الثقفي، أبو زهير، صحابي. م د ت س. التقريب (رقم: ٤٨٤٥).
(٩) يروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه. ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض. انظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ١٠١).
(١٠) المغيرة بن عبد الله الجرجراني أبو محمد. حدث عن: فرج بن فضالة، وشريك بن عبد الله. روى عنه، عبد الرزاق بن منصور البغدادي. انظر: المتفق والمفترق للخطيب البغدادي (٣/ ١٩٢٩) (رقم: ١٣٥٢).
(١١) أقرب قراءة لها.
(١٢) إسماعيل بن عياش العنسي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، سبقت ترجمته في الحديث رقم (٥٣).