للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإيمان بالقدر له أربعة مراتب وهي أركانه، ولا يتم الإيمان بالقدر إِلا بالإيمان بها كلها، فمن أقرَّ بها اكتمل إيمانه بالقدر، ومن انتقص واحدًا منها أو أكثر اختل إيمانه بالقدر.

والمراتب هي: العلم والكتابة و المشيئة والخلق (١).

الأدلة من الكتاب: دل الكتاب على في مواضع كثيرة منه على الإيمان بالقدر، ومنها:

قوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)[القمر]. وقوله تعالى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: ٢] وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: ٢١] وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا﴾ [الأحزاب: ٣٨] وقوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣)[الأعلى] وقوله تعالى: ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣)[المرسلات] وقوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)[التكوير]. وغيرها كثير جدًا من الآيات الكريمة التي تدل على هذا الركن العظيم من أركان الإيمان الستة.

الأدلة من السنة: ورد في السنة النبوية أيضًا أدلة كثيرة جدًا على الإيمان بالقدر، ومنها:

١ - حديث عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللَّه : يقول: "كتب اللَّه مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال: وكان عرشه على الماء" (٢).

٢ - حديث عمر بن الخطاب حينما سأل جبريل رسول اللَّه : قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: "أن تؤمن باللَّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: "صدقت" (٣).

٣ - حديث عبد اللَّه بن عمرو أن رسول اللَّه قال: "لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره" (٤).

٤ - حديث عبد اللَّه بن مسعود قال: حدثنا رسول اللَّه وهو الصادق المصدوق: "أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا أو أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثله، ثم يكون مضغة مثله، ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات، فيكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. . . " (٥).


(١) انظر: القضاء والقدر لعمر الأشقر (ص ٢٦) والتنبيهات اللطيفة لعبد الرحمن السعدي (ص ٩٠).
(٢) أخرجه مسلم (رقم ٢٦٥٣) والإمام أحمد (رقم ٦٥٧٩) وعبد بن حميد (رقم ٣٤٣) والترمذي (رقم ٢١٥٦) والمخلص في المخلصيات (رقم ٢٥٨٨) وعنه المصنف، وغيرهم.
(٣) أخرجه مسلم (رقم ٨) وأبو داود (رقم ٤٦٩٥) والترمذي (رقم ٢٦١٠ و ٢٦١٠) وغيرهم.
(٤) أخرجه الإمام أحمد (رقم ٦٧٠٣) وابنه عبد اللَّه في السنة (رقم ٩١٦) وابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم ١٤٦٣) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (رقم ١١٠٨) وغيرهم.
(٥) أخرجه البخاري (رقم ٧٤٥٤) ومسلم (رقم ٢٦٤٣) وغيرهما.